السبت، 26 مايو 2012


محمد عبدالحميد يونس النعيمي
(1970ـ 2007)
      الشيخ محمد عبد الحميد يونس النعيمي ، ولد في مدينة الموصل بتاريخ   29 من تموز سنة 1970 ، ويرجع في نسبه إلى قبيلة النعيم أحد قبائل السادة في مدينة الموصل . من أبوين صالحين وفي أسرة صالحة ، وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في إعدادية الصناعة سنة 1985.
 فضلاً عن ذلك تعلم قراءة القرآن الكريم ،والحديث الشريف، والفقه بين أكثر من جامعين الشيخكي وجامع المصطفى وجامع ذو النورين ، كان الشيخ محمد بن عبد الحميد من عائلة متوسطة الحال، فليس هو من العوائل الغنية ولا من العوائل المنعدمة في المحافظة، لدية من الإخوة أربعة احدهما أكبر منه والباقي أصغر منه ، وله أربع أخوات ، تزوج في سنة 2000 ، له ثلاثة أطفال : ابنان وبنت وهم ضحى، ومصطفى ، وبلال
ابتدأ دراسته العلمية لطلب الإجازة في سنة 1990، فقد بدأ يطلب العلم على يد الشيخ صادق محمد سليم المزوري ، فقرأ على يده شيئاً من الفقه والنحو ثم  ، تنقل بين الشيخ الشهيد أكرم سعدي والشهيد بشار خسرو ـ رحمهما الله ـ في قراءة النحو ، والمنطق الذي سهل له مادة المنطق الذي كان يعاني منها كثيرا حتى برع فيها براعة منقطعة النظير  ، وأخيراً انظم إلى حلقة الشيخ ريان توفيق حفظة الله تعالى وكان سنة 1993 فبدأ يتلقى العلم على يده في ذي النورين ، فبدأ بدراسة أصول الفقهين الحنفي والشافعي وقرأ كتب في العقيدة والمنطق والأصول والمناظرات وكتب النحو وكتب التفسير وعلوم القرآن والبلاغة القرآنية وحفظ القرآن، فوضعه الشيخ ريان في حلقة فكلما انقطع الطلاب وضعه في حلقة أخرى من جديد فلما رأى الشيخ ريان منه الإصرار على طلب العلم والذاكرة الوقادة والبديهة السريعة جعل له حلقة خاصة به وبدأ يلتحق به الطلاب فجعل حلقته هي الأصل ، تفرغ له الشيخ ريان من سنة 1994 إلى سنة 1996 حيث كان يدرسه في بيته وذلك للوضع الأمني الذي كان يعاني منه الشيخ فكان الشيخ محمد يخبئ كتبه في كيس من النايلون حتى وصل أن يكون معيدا للدرس لدى الشيخ ريان ، درس التجويد فأخذ القراءة عن الشيخ عبد اللطيف الصوفي في رواية حفص عن عاصم ثم أكمل قراءته على يد شيخه فأجازه بالقراءات السبع المتواترة، ومما تميز به الشيخ الشهيد أنه كان سريع الحفظ قوي البديهة كثير الصبر على طلب العلم مما ساعده على أخذ الإجازة العلمية من الشيخ ريان بتاريخ 16 آب 2002 ، في حفل أقيم في جامع صديق رشان .
رأى الشيخ محمد أن الشيخ مصطفى البنجويني يقوم بإعطائه هدية في عالم الرؤية فلما منحه الشيخ ريان توفيق الإجازة التي أخذها من الشيخ مصطفى قال الشيخ محمد : هذا تأويل رؤياي من قبل ، دأب الشيخ محمد عبد الحميد على التدريس منذ 1995 ، في كثير من المساجد والجوامع في محافظة نينوى منها جامع الشيخكي وجامع ذي النورين وجامع المصطفى ، وجامع محمد فائق ، فضلاً عن تدريسه لعدد من الطلبة في داره في حي النور ، وكان له العديد من الطلبة اللذين قرؤوا على يديه وهم الآن يواصلون مسيرة العلم بعده بين أئمة وخطباء في مساجد وجوامع الموصل
وكان مما يميز الشيخ ـ رحمه الله ـ أنه كان يكثر التحضير والإعداد للطلبة (يحضر الدرس أكثر من الطالب) وكانت وصاياه لطلبته الإكثار من القراءة. وقد تولى عدد من المهام منها عضويته في المجلس العلمي وفي مجلس الإفتاء في مديرية أوقاف نينوى وكذلك إدارته لمركز الريان لعلوم القرآن
دخل المجلس العلمي في مديرية أوقاف الموصل في صيف عام 2003 وكان يجلس إلى جنبي في الامتحان فأحببت أن أمازحه فهمسته له ماهذا ياشيخ ـ أي كيف تجلس معنا كالمبتدئين وأنت مشهود لك بالعلم ـ ففهمها ـ رحمه الله ـ فقال : هذا المقعد مثل موس الحلاق لابد أن يمر على رأس كل إنسان .
دخل جامعة الموصل / قسم علوم القرآن ولكنه لم يكمل الدراسة فيها لاستشهاده ، كان الشيخ ـ رحمه الله ـ يطمح للحصول على الدكتوراه ، وفتح مركز للعلوم الشرعية في الموصل .
الخطابة :
كان الشيخ ـ رحمه الله ـ إماماً وخطيباً في عدد من مساجد وجوامع المحافظة منها جامع محمد فائق في حي التأميم ، وجامع تل أسود في منطقة الخازر، وجامع ذي النورين في حي النور، وجامع محمد طاهر زيناوه في حي النور، وجامع الشهيد محمد نوري في حي الرفاعي
تلاميذه :
الشيخ محمد علي محمد ، الشيخ محمود مؤيد ، الشيخ قتيبة سعدالله ، الشيخ احمد حسين ، الشيخ عابد ، الشيخ محمود يونس رحمه الله ، الشيخ نزار عبدالمنعم مصطفى ، الشيخ غانم عبدالله وغيرهم .
استشهاده
كان على موعد مع الشهادة في  صباح يوم الجمعة 13 من نيسان  سنة 2007 وهو متجه إلى جامع ذي النورين لأداء خطبة الجمعة.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته
كان دمث الأخلاق متواضع جداً ويحب المزاح كثيراً ، وكان يعتمد على نفسه كثيرا حتى ألجأته الظروف إلى أن يفتح له محل بقالية . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق