الأحد، 17 يوليو 2016

رجل يعمل بصمت


رجل يعمل بصمت
هناك من الرجال من يعمل بصمت بعيداً عن الاضواء وبعيداً عن بهرج السمعة ، وغرور المال ، رجال المال في يدهم وليس في قلبهم ، وللفقير نصيب في مالهم ، يبحث عن صلة الرحم ، وكفالة اليتيم ورعاية الارملة والمسكين ، واضعين نصب أعينهم سيرة السلف الصالح في أعمال البر والاحسان ، ولا يعرف موتهم إلا بعد ان يتوقف إحسانهم من هذا الذي طرق الباب أمي هذا حالب الشاة نعم حالب الشاه آه  أيتها الصبية لو تعريف من هو صاحب الشاة هذه انه خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبو بكر الصديق .
تعرفت على الحاج ... عن طريق أحد المصلين الذين يصلون في جامع الحي وكان عاملاً في مطعم الحاج في المجموعة الثقافية ، حدثه عني وعن رعايتي (48) أسرة من أيتام الحي ، فأرسل إليَّ وتناقشنا حول كثرة عدد الأرامل والايتام في حينا ، وقدمت له احصائية كنت أضعها في جيبي لأرقام دورهم وعدد أفراد أسرتهم وأرقام هاتفهم وأكبرهم سناً ، وسكنهم هل يملكون داراً أم لا ؟ فقال الحاج: إن للفقير واليتيم نصيب في مالي وعاهدت الله ان الفقير عامل في هذا المال ، لذلك قررت أن أصرف له رتباً شهرياً ، واتفقت مع عدد من أصحاب المطاعم والتجار أن نجعل للأيتام نصيب في مالنا وفرضت لليتيم  راتب شهري(500 ) ألف دينار في كل شهر أشتري به سلة غذائية أوزعها على الأيتام ، فقال : أنا ساتكفل برعاية عشر أسر من أسر الايتام الذين عندك ،  سأقوم بتزويدهم في كل شهر بسلة عذائية و( 50 ) الف لكل أسرة وكسوة العيدين والصيف والشتاء لجميع أفراد الأسرة ، وكسوة طلاب المدارس في بداية العام الدراسي مع لوازم المدرسة من قرطاسية وحقائب وأحذية ، وأتكفل بمصاريف العلاج للمرضى منهم وطلب مني أن لا أخبر أحداً بصنيعه هذا ، عملت معه الى لمدة سنتين ، الى أن توفاه الله تعالى ،
من الطرائف التي حدثت لي معه ، تم ترشيح ولده للانتخابات وقام بإعطائي بطانيات وأشياء أخرى وطلب من  بإصالها الى العشر عوائل التي تكفل برعايتها ، وقال : لا تطلب منهم انتخاب ابني لكي لايشعروا اننا كنا نرعاهم من أجل مصلحة دنيوية ، هم هؤلاء السياسيون يوزعون مالهم على الذين يستحقونه والذين لا يستحقونه من أجل الفوز بالدنيا ، أما نحن فنوزع المال من أجل الفوز بالآخرة ، هم يعمرون الدور ونحن نعمر القبور ،  وبعد ان استلمت هذه المواد لأذهب بها الى تلك العوائل وجدتُ عليها شعارات انتخابية واسم المرشح وكتلته ورقمه الانتخابي ورقم قائمته فعدت أدراجي اليه ، وقلت : ياحاج ، هذه عليها شعارات انتخابية ، هل أمزقها ؟ .
قال : لا ، هذه أمانة ، أنا اخذتها من ولدي ، قلت له أنا أوزعها لك انت تعمل دعاية وأنا واثق كثير من الذين سوف تصلهم هذه المواد سوف لن ينتخبوك ، أيتامنا أولى بها فأخذتها منه لتوزيعها على الأيتام ، أخبرهم هم أحرار بين انتخاب ولدنا أو لا ، وأعلمهم أنها ليست مني بل من المرشح ولدنا ، وعملنا سوف يتواصل معهم لا ينقطع سواء انتخبوه أم لا ؟.
أوصلت تلك المواد الى تلك الأسر التي  كان الحاج يرعاه وأخبرتهم بما قال وزدت عليه قلت : لهم إن من كان يتفقدكم ويرعاكم دون أن يعرف من أنتم ، وينفق ماله في رعاية أسركم لهو أولى بالانتخاب من بياع الكلام فقط الذي ترونه وقت الانتخابات فقط .
بدأت الانتخابات ووقفت على باب المركز الانتخابي في حينا ، أعمل دعاية لبعض المرشحين وكان كثيراً من الداخلين والخارجين يسلمون علي ويسألوني عن رأيي بالمرشحين ومن هو الأصلح منهم ، فخرجت إحدى العجائز من الأسر التي يتكفل برعايتها الحاج ، تحمل في يدها هوية الناخب وهي فرحة بما قامت به ، وقلت : لها ها ، أم فلان انتخبتي ؟ ، قالت:  نعم ، انتخبت الشريف ابن الشريف ، فوقع في قلبي أن الشريف ابن الشريف سوف يكون ولد الحاج ، فسألتها من هذا الشريف ابن الشريف ؟ وكان في نيتي أن أعمل له دعاية انتخابية .
قالت بصوت مرتفع وزهو عالٍ : إنه فلان ، لشخص آخر ، فضحكت بصوت مرتفع، وقلت: هذا هو الشريف ابن الشريف ، والذي تكفل برعاية أسرتك لمدة سنتين وينفق سلة غذائية كل شهر و(150 ) الف دينار مصروف لأبنائك وابناء ابنك ، وكسوتهم الصيفية والشتوية ، وكسوة العيدين ، وكسوة المدرسة للتلاميذ منهم ، ولوازمهم الدراسية في بداية العام الدراسي وتكفله بالحالات المرضية لأفراد العائلة  ، شنهو هذا ..... ؟.
وإني لاتعجب من  موقف  تلك المرآة التي لم تميز بين الناس ولم تميز بين الأفعال والاقوال واتبعت الإعلام وانقصمت بعيداً عن واقعها وانتخبت  بياع الكلام فقط ،  ضاربة  وجاحدة للإحسان الذي كان يقدم اليها ولازال خلال تلك السنين عرض الحائط .
 سمع الحاج بما جرى بيني وبينها فعاتبني بشدة على ماقلته لتلك المرأة ، قال : كان ولازال عملنا لوجهه الكريمة لا من أجل دنيا زائلة فانية ، وسأتواصل معها عن طريق غيرك لكي يوصل مانستطيع تقديمه لها من مساعدة عينية أو مالية ، كي أرفع الحرج عنها ، وأحفظ ماء وجهها ، لأنها سوف تتذكر موقفها السلبي مع ولدنا كلما رأتك .
جاءتني بعد سنتين لتقول لي : لماذا انقطع الراتب الشهري والسلة الغذائية لمدة ثلاثة أشهر عني وعن أيتامي ؟، قلت مات حالب الشاة ياخالة ، فقالت : من مات ؟ ، قلت : الحاج انتقل الى رحمة الله ، فصرخت بأعلى صوتها وأخذت تضرب على خديها ورأسها ، قالت : الآن يُتمَ أطفالي ، فهرع الجيران ليروا ماهذا الصوت في بيتي ، فقلت لهم مات الذي كان يرعى أيتامها ، وهم يرونها تبكي وانا أبكي على بكائها وأخذوا بالبكاء على بكائنا.

إن هذه المواقف وهذا الانفاق والتغاضي عن أخطاء الآخرين دون الالتفاف الى صنيعهم ، لايكون إلا من قوم صفاتهم كصفات الملائكة ، قلوبهم نقية صافية محبة للإسلام والمسلمين مستشعرين بالآلام الاخرين ومعاناتهم  شعارهم دائماً ، إن لم يكونوا أهلاً للإحسان فنحن أهل له ، والله ان الانسان لبستصغر نفسه في بعض الأحيان أمام هذه الجبال والقمم الشامخة الباسقة رجال استعملهم الله لعمل الخير ، واختصهم به لخدمة عباده فقاموا بها حق القيام ، منهم الحاج .... رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

الخميس، 14 يوليو 2016

كن كالصخرة

كن كالصخرة
فاذا كنت ناجحا متألقاً مثابراً سوف تواجه حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الاثم ومن التشهير ومن الاهانة المتعمدة ولن يسكت عنك خصومك حتى تفر منهم وتعلن انهزامك او تفشل في عملك ولن تسلم ولن يسكتوا عنك مادمت بين اظهرهم فانتظر مايسوؤك ويبكي عينيك ويدمي قلبك ، واعلم أن الجالس على الارض والفاشل لايرمى بالحجر ، وسبب بغضهم وحقدهم هو نجاحك فانك قد فقتهم فضلاً وعطاء وخدمة لامتك فانت عندهم مذنب لاتوبة لك حتى تترك ماوهبك الله من فضل وتنخلع من معاني النبل وتبقى صفرا محطما هذا مايريدونه بالضبط اذا فاصمد لكل هؤلاء وتشويشهم وتحقيرهم وتجريهم ونقدهم وحقدهم وحسدهم  وشتائمهم وكن كالصخرة والطود الشامخ ، فانك ان اصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت امنيتهم الغالية فاعرض عنهم ولاتكن في ضيق مما يمكرون ان نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك وبقدر وزنك يكون النقد الاثم المفتعل انك لن تسطيع ان تغلق افواههم ولن  تسطيع ان تقطع السنتهم لكنك تسطيع ان تدفن نقدهم وحقدهم وتجنيهم عليك بتجاهلك لهم وان كنت تريد ان تكون مقبولا من قبل الجميع محبوبا لدى الكل سليما من العيوب فقد طلبت مستحيلا واملت بعيدا وطلبت امرا لن يتحقق .
سأل موسى ربه أن يكف ألسنة الناس عنه ، فقال الله عزوجل ياموسى ما اتخذت ذلك لنفسي ، إني أخلقهم وارزقهم وانهم يسبوني ويشتمونني .



بس تعالوا احبابي

الأربعاء، 13 يوليو 2016

إضافة تسمية توضيحية
القشلة في ناحية الكوير ، كانت مقرا للحكومة 

الملا سعيد ملا سليمان الأومالي

الملا سعيد ملا سليمان الأومالي 
 كان هذا عالماً فاضلاً ذكياً ، درس على علماء كردستان ومنهم : ملا محمد في كويسنجق في حدود سنة (1936م) ثُمَّ أكمل العلوم عنده ومنحه شيخه مشيخة التدريس فصار إماماً في قرية ( برده سبي ) وفي آخر المطاف انتقل الى قرية قشقه ( قه شقه ) دام مدرساً متنقلاً بين القرى زهاء خمس وعشرين سنة ، توفي في أربيل سنة  (1963م) 

الملا عبدالله ابن الشيخ سليمان ابن الشيخ محمد من السادة البيرخدرين

الملا عبدالله ابن الشيخ سليمان ابن الشيخ محمد من السادة البيرخدرين 
 ولد سنة (1341ه/1922م) ، نشأ وترعرع في حجر والده وشرع بالقراءة والدراسة عند والده ، ثم تحول الى القرى ومرات عديدة ذهب الى مدرسة خاله ( محمد العبدلاني ) ([1]1) في كويسنجق في ( مسجد عتك أو حتك) ، وأصبح مستعدا يقرأ كتب المرحلة الثانية واستمر فيها سنوات عديدة ، ثُمَّ شرع في دراسة المرحلة الأخيرة والنهائية ( آخر مادان) في مدارس وجوامع قرى ( كرده سور،  وقشقه، وكراو ، وباليسان ، وشيرى ، وقشقايه ) ، وأخيراً انتقل الى قرية ( هيلوه ) عند الأستاذ أبي بكر مصطفى الكويي ، ثُمَّ أتى أربيل في خناقاه الشيخ أبي بكر غياث الدين قرأ عند الشيخ مصطفى كمال الدين النقشبندي وأخذ منه مشيخة التدريس ( الإجازة العلمية ) ، ثم أصبح إماماً في قرية ( برده سبي ) ، ثُمَّ تحول الى ( كرده سور) أقام فيها أربع سنوات وبالأخرى عشر سنوات تقريباً وفي سنة( 1964م) أصبح واعظاً رسمياً بعد أن إجتاز الإمتحان الرسمي لتعيينه في مهمة الوعظ والإرشاد في قرية ( كرده سور ) بعد برهة من الزمن شغرت جهة الإمامة والتدريس في مسجد محمد آغا كويي ( كويسنجق) فدخل الإمتحان شارك فيه عدد من العلماء ولكنه حاز الدرجة العليا فعين إماماً ومدرساً في مسجد محمود آغا بكويسنجق ، وبعد سنة نقل الى مثل وظيفته في مقره الأول ( كرده سور) بعد أن جعلت كرده سور مدرسة رسمية تابعة للأوقاف ، ثُمَّ نقل الى مدرسة المعهد الإسلامي في أربيل ، وكانت إدارة المعهد من قبل وزارة الأوقاف ، ثم تحولت الى وزارة التربية فنقل الى أمانة الأوقاف الدينية في شعبة المساجد التي أنيطت أعمالها اليه ، ولم يلبث كثيراً فشيد أحد أهل البر والإحسان مسجداً في محلة منتكاوه في اربيل فانتقل اليه إماماً ، وأخذ بتدريس بعض محصلي العلوم الدينية ([1]2).

ملا يحيى علي محمد البوتاني

ملا يحيى علي محمد البوتاني
من أسرة دينية علمية قدمت من جزيرة بوطان ( جزيرة ابن عمر ) في تركيا الى كردستان العراق وأول من قدم منها علي محمد قتك الجزري ( البوتاني ) ليستقر في قرية القادرية في ناحية الكوير وتوفي بها وقبره ظاهر يزار ، وولد له من البنين والبنات كلا من ( محمد ويحيى وأحمد وعبدالله وآمنة وفاطمة ) . ولد ملا علي في سنة( 1880م ) ،و برز من بين اخوته وأصبح عالماً دينياً يشار اليه بالبنان في سهل أربيل خاصة بعد أن استقر في ماجداوه ،
انتقل يحيى بعد وفاة والده الى منطقة بادينان واستقر في مطلع سنة ( 1900م) في قرية تدعى ( بوگينه ) ومعناها نبته طبيعة تدعى نعناع بالعربية ، بالقرب من ( گردبان ) الحالية ، وفي الحقيقة لم تكن هناك قرية بل قام هو بالبناء فيها اولا ، وانتهت بمغادرته لها ، في هذه القرية ولد ابنه البكر علي سنة(  1909م ) وتوفيت والدته في السنة نفسها ، فعهد والده بتربيته الى أخته في ( ماجداوه ) ، ورحل هو سنة 1914 الى قرية ( خطي ) في منطقة شقلاوة للدراسة عند العالم المعروف الملا عبدالفتاح ، وفي سنة ( 1915م ) رحل الى قرية ( عوينة ) حيث أكمل دراسته وهناك تزوج بالزوجة الثانية ، ومن هذه القرية انطلقت شهرته كعالم دين تنتشر في المنطقة .
وفي سنة (1920م) طلب شيخ الطريقة النقشبندية مصطفى النقشبندية منه أن يرحل الى قرية ( بشيريان) على الضفة اليمنى لنهر الزاب الكبير شمال ناحية الكلك ( كلك ياسين آغا ) لتولي مهام جامعها بعد وفاة ملا القرية وفي هذه القرية توطدت علاقاته بالأسر الموصلية المعروفة مثل آل العمري والحبار والرضواني فأخذوا يزورنه ويزورهم ، وفي سنة 1927 أدى فريضة الحج .
وفي سنة (1934م) وبعد التعداد السكاني ، اضطر الى مغادرة قرية ( بشيريان) بسبب نزاع اجتماعي بين أسرتين معروفتين في القرية ، ووقوفه الى جانب احدها ، رحل عن القرية على الرغم من توسلات سكان القرية وإلحاحهم بعدم الرحيل إلا انه أصرَّ على مغادرة القرية بسبب حساسيته مما جرى والعودة الى قرية ( ماجداوه) . وفي سنة ( 1954م) وفي أعقاب انتفاضة فلاحي سهل أربيل في 22 نيسان 1953 ، رُحلت أسرته قسراً من قرية (ماجداوه ) فتوجه للسكن عند ابنه الكبير علي الذي كان إماماً وخطيباً لجامع قرية ( كردبان) وظل في هذه القرية الى يوم وفاته سنة (1959م) حيث دفن فيها وقبره شكل مزاراً .
وكان مقرباً من الشيخ مصطفى النقشبندي والملا أفندي عمر وفي منطقة الگوير وسهل أربيل كانت كانت له علاقة وثيقة مع العشائر العربية حيث كان يلقبونه بـ( أبي علي الذي كان أكبر أولاده ) ومن بين شيوخ العشائر الذين كانوا يزورنه ويزورهم باستمرار : شيوخ قبيلة طي ومنهم حنش حمود الهوار في قرية الهويرة ، ومحمد الفارس في قرية قهارة ، والشيخ هناو في قرية أم ركيبه والشيخ محمد الحسن في قرية زمزموك ، ومن عشيرة اللهيب : الشيخ محمد الشحاذة في قرية أبو جردة ، وحاجي سلطان في قرية المجلوبة ، ومن شيوخ قبيلة النعيم : السيد ابراهيم ، والسيد عمر في قرية أبو جردة ، وأسرة أخرى معروفة أخرى في قرية درمناوه .
وكان السيد عمر مقرباً جداً من الملا يحيى وتربطهما علاقة روحية ، ومن باب الطرافة انهما كانا قد تعاهدا أن لايدخل أحدهما الجنة من دون الاخر .
وكانت للملا يحيى علاقات وثيقة من الأسر الموصلية الدينية ، مثل أسرة صالح افندي الحبار ، وأسرة أمين افندي العمري ، وبشير الصقال ، والشيخ أحمد افندي الجراح ، وقد عرف بينهم بالمدرس والخطيب والأديب لإجادته وبشكل جيد اللغات العربية والفارسية الكردية .
كان الملا يحيى علي الجزيري ( البوتاني) أو يحيى الغريب كما كان يسمى نفسه ، رجلا طويل القامة عريض المنكبين أشقر اللون حسن الصورة ، وقد تزوج من أربع نساء مكملاً نصاب الدين : الأولى من عشيرة الشيخان وتدعى رحيمة رسول ، والثانية من عشيرة الگردي وتدعى عائشة ، والثالثة من عشيرة بلباس وتدعى آمنة نبي رسول ، والأخيرة من عشيرة خوشناو وتدعى فاطمة علي وهي شقيقة الصناعي المعروف في أربيل محمد فاتح وابنة عم الصناعي المتوفي ( كامل حداد) وخلف من الذكور : علي (1909م) ، ومحمد رشاد (1929م) ، وعاصم (1930م) ،وعزيز ( 1917م) ، ومعصوم (1940م) وسعيد (1943م) . ومن الاناث : آسيا ، ومريم وسلمى ، وتوفي بقدر هؤلاء أو أكثر من أبنائه وبناته .

زودني بهذه المعلومة الاستاذ الدكتور عبدالفتاح علي يحيى البوتاني ، ينظر كتابنا المدارس الدينية في قضاء مخمور ، وكتابنا المدارس الدينية في ناحية الكوير 

عبدالرحمن ماستاوي أو هيلوه

الملا عبدالرحمن حمد أحمد هرمزي المشهور بـ ( عبدالرحمن ماستاوي أو هيلوه ) ، ولد في قرية ( علياوه ) قرب قرية ( هيلوه ) التابعة لناحية قوﺸﺘﭙﺔ في محافظة أربيل سنة ( 1938م)  دَرَسَ في قرية ( سياو ) التابعة الى قوشتبه , ابتدأ في قراءة القرآن في قرية ( سياو ) عند أحد العلماء ثُمَّ انتقل الى قرية ( سوربش ) ، وقرأ عند الأستاذ عبدالقادر إبراهيم ، ثُمَّ الى قرية ( ﭙيـرداود ) عند الأستاذ سيد محمد سيد إسماعيل في مدرسته الدينية بعدها انتقل الى قرية ( كزنه ) التابعة لناحية عينكاوه ([1]) وقرأ عند الأستاذ ملا أحمد الكزني ، ثُمَّ انتقل إلى قرية ( كراو) ([2])التابعة لشقلاوه وقرأ عند الأستاذ أبو بكر وكذلك عند الأستاذ إسماعيل نانكلي في قرية ( سياو ) ثُمَّ انتقل الى قرية ( قيرزه ) التابعة لشقلاوه قرأ عند أستاذ محمد ، ثُمَّ انتقل الى ضواحي أربيل قرية ( خورمله ) ، ثُمَّ انتقل الى ( ديبكة ) وقرأ عند ملا سليم ، انتقل بعدها الى قرية ( كندال قل) عند الأستاذ خضر إبراهيم عبدالله الشماملي ، ثُمَّ انتقل الى قرية ( دوكردكان ) وقرأ عند الأستاذ أبو بكر الكويي لمدة ثلاث سنوات فمنحه أستاذه الإجازة العلمية في 23 شعبان 1375ه الموافق 20 نيسان 1955 مع أربعة من العلماء وهم: ملا جواد شيخ جلال، ملا عبد الصمد عبدالحميد، أحمد عثمان هيلوه، جوهر مولود هيلوي. بعد حصوله على الاجازة العلمية انتقل إلى قرية ( ﭙﺎلاني) وأصبح إماماً ومدرساً في جامعها وكان عنده أربعة من التلاميذ ، انتقل مرة أخرى إلى قرية( دوكردكان) مساعداً لأستاذه ملا أبي بكر الكويي ، وبعد انتقال استاذه ملا  أبو بكر الكويي إلى أربيل أصبح بدلاً عنه  إماماً وخطيباً في تلك القرية ، وبعد أن وقعت ثورة 14 تموز 1958 انتقل إلى أربيل قرية ( برده حوشر) قرب أسكي كلك. ثُمَّ عاد إلى أربيل مرة ثالثة إلى قرية ( دوسره )([3]) ثُمَّ ذهب إلى الموصل ليشترك بامتحان المادة المؤقته  ، عين إماماً في جامع قرية ( جونه ) التابعة لقضاء عقره ، ثُمَّ رجع إلى مدينة عقره إلى مسجد تلوتان في سنة 1970 ، ثُمَّ نقل إلى أربيل سنة 1973 في جامع المفتي ، ثُمَّ إلى جامع الشهيد صباح في حي العلماء 1985 وفي سنة 1986 نقل إلى مسجد أبو بكر الصديق([4]) إلى أن أحيل على التقاعد سنة 2008 ،  لازال على قيد الحياة يعاني من بعض الأمراض التي ألمت به شافاه الله ([5]).
([1]) عينكاوه : قرية للنصارى على بعد (4) كم من مدينة أربيل ، معظم سكانها من الكلدان ، وهي مركز لناحية بنفس الاسم ، اما دائرة المعارف الاسلامية فقد ورد فيها ، في مادة أربل : ( ولايقطن أربيل اليوم بصفة مستديمة أية أسرة نصرانية ، على اننا نجد بعض النساطرة الذين يسمون الكلدانيين ، يقطنون قرية ( اينكاوا) ، وامكاباد التي أوردها ابن الصبري : وهي محلة صغيرة فرب أربل لايسكنها غير أولئك النساطرة ) والواقع ان الصيغة الاخيرة أي (امكاباد) هي المعول عليها وهي الراجحة في أصل اسم عينكاوه واللفظ الحالي محرف عنها واسم امكاباد أو عمكاباد وكانتصيغة عمكا معروفة في أربيل في العهد العباسي ، فكان اسم أحد أكبر أبواب سور أربيل في العهد العباسي يسمى بباب عمكا .  أصول أسماء المدن والمواقع العراقية ، ص 214.
([2]) كراو : قرية قديمة تقع بين أربيل ومصيف صلاح الدين ، وهي تبعد عن الأولى بنحو (22) كم ، اشتهرت بمرصدها الفلكي ، وتقويمها الخاص الذي يعرف بالتقويم الكراوي نسبة إليها ، وكانت فيها مدرسة قديمة ، ممن درس فيها الشيخ المجدد خالد النقشبندي ، والملا عبدالله الكراوي ، والملا عبدالرحمن بن ملا رسول آل الواعظ الكراوي ( 1306-1403ه/1886-1982م) وقد تولى التدريس في بعض مدارس أربيل ، ووصلتنا من آثار نشاطها العلمي السالف مخطوطة ( قول أحمد ) بخط عبدالرحمن كركوكي سنة (1217ه/1802م) و(مجموعة) لصبغة الله بن محمد سنة (1230ه/1814م) ، و( عصام الدين ) بخط ابن عبدالله أفندي بن علي المعروف بولسوي سنة (1228ه/1813م) . كورته يه ك ، ص 383؛ مراكز ثقافية مغمورة ، ص 131.
([3]) دوسره ( دووسره) : قرية في ناحية قوش تبه ، في قضاء أربيل ، سميت دوسره فتاح ، نسبة الى مالكها فتاح آغا بن حويز آغا ، كانت فيها مدرسة تولى التدريس فيها ملا خليل التربه سبياني الدوسري (1336-1405ه/1915-1985م) زهاء الثلاثين عاماً. الاكليل ، ص 363؛ مراكز ثقافية مغمورة ، ص 76.
([4]) جامع أبو بكر الصديق : أسس في سنة 1960 وممن عمل به : ملا عبدالله ، ملا عبدالقادر رسول بحركي ، ملا صديق بادينان ، ملا إسماعيل عمر مولود. جولة في رحاب جوامع ومساجد وتكايا مدينة أربيل ، ص92-93 .
([5])  مقابلة شخصية معه في أربيل في 11/1/2013.


ينظر : المدارس الدينية في قضاء مخمور ، جاسم عبد شلال

ملا قادر ئو مه راوه

ملا قادر ابن حاجي حمه شريف بن حمه زيرين المشهور بـ ( ملا قادر ئو مه راوه ) من عشيرة سيان ،
 ولد في سنة (1347ه/1927م) في قرية ( ئو مه رئاوه) ولما بلغ سبع سنوات درس في قرية ( كرده سور ) ثُمَّ انتقل الى قرية ( قوج ) ثُمَّ جامع قرية ( مامه وعه له غير ) في كركوك ،  انتقل إلى خانقاه سيد أحمد في كركوك وبعد منحه الإجازة العلمية عمل إماماً في  في جامع ( سي قوجان ) ، وجامع قرية( بيمه وه بر ) وجامع قرية ( تيكالو) وجامع قرية (بلكانه) ثم جامع ناحية (بردى) ، ثم انتقل الى أربيل ليعمل إماماً وخطيباً ومدرساً في جامع سيدواه الكبير ، توفي (رحمه الله) في 10/3/1963([2]).

ملا عبدالفتاح محمد قادر جزني ، من عشيرة لك .

ملا عبدالفتاح محمد قادر جزني ، من عشيرة لك . المشهور بملا فتاح مخمور
ولد في سنة (1350ه/1930م) في قرية جديدة لك ، وأخذ بالدراسة عند علماء المنطقة ولاسيما أخيه الاستاذ ملا اسماعيل محمد الجديدي في قرية ( جديدة لك ) ثُمَّ انتقل الى قرية ( جغميره ) عند الأستاذ أحمد الباني ملا ره ش وفي قرية ( شيخ شيروان ) وعند انتقال ملا إسماعيل محمد الجديدي الى ديبكة مركز ناحية كنديناوه انتقل اليه ودرس عنده عدة سنوات وأخذ منه الإجازة العلمية ، فأصبح إماماً في قرية ( بلكانه ) الى سنة 1963 ثُمَّ ترك القرية بسبب الأوضاع الأمنية وماتعرضت له القرية من تدمير على يد الحرس القومي آنذاك ، انتقل الى ديبكة وأصبح إماماً ومدرساً في مدرسة أخية الدينية الى سنة 1966 ، حيث انتقل الى مخمور وأصبح إماماً ومدرساً في جامع مخمور الكبير في السوق الذي شيد في العهد العثماني واستمر في عمله الى سنة 1986 حيث صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بطرده من الوظيفة ومنعه من مزاولة مهنته ، ولكن ذلك لم يمنعه من تلقي أسئلة الناس واستفساراتهم وكان يرشدهم الى الخير ويفتي لهم في مختلف المسائل الشرعية ومكث المترجم ناشراً للعلوم ومدرساً زهاء ثلاثين سنة في سنة 1993م انتقل الى رحمة الله  ([1]).

الملا خضر بن إبراهيم بن عبدالله الملقب ﺒـ( الشماملي )

الملا خضر بن إبراهيم بن عبدالله الملقب ﺒـ( الشماملي ) 
ولد في سنة 1913 في قرية شمامك ( تل البعرور ) ونشأ وترعرع في عائلة دينية فقيرة ختم القرآن الكريم على يد والده ثُمَّ انتقل إلى عدد من المدارس الدينية في القرى والأرياف بغية تحصيل العلوم كما كانت العادة آنذاك ، حيث درس على كل من الأستاذ الفاضل الملا أبو بكر الكويي ، والعلامة الملا صالح الكوزبانكي في قرى : عوينه ، وماجد ، وتربه سبيان ([1][2])، ومركز مدينة أربيل خانقاه الشيخ مصطفى النقشبندي وحصل على الإجازة العلمية في سنة 1943 في حفل ديني بهيج وأصبح إماماً ومدرساً في قرية ( كندال قل ) التابعة لناحية دﻴﺒﮕﺔ ، ثُمَّ انتقل إلى قرية كندال ( يارمجه) القريبة من قضاء مخمور ثُمَّ أصبح إماماً وخطيباً ومدرساً في قرية ( ميرخوزار) التابعة لناحية قوﺸﺘﭙﺔ ، ثُمَّ عُيّنَ واعظاً في منطقة قوﺸﺘﭙﺔ وفي عام 1959 بعد ثورة 14 تموز انتقل إلى أربيل وأصبح إماماً وخطيباً ومدرساً في جامع الشيخ ملا رشيد ، وقضى أغلب أوقاته في مطالعة الكتب وكتابة الحواشي على كتب التحفة – النهاية – جمع الجوامع – شرح العقائد وغيرها من الكتب وتتلمذ على يده عدد كبير من العلماء في أربيل ومن دول مجاورة كتركيا وإيران ومن أبرز تلاميذه الذين : الأستاذ الملا عبدالرحمن ماستاو إمام وخطيب جامع أبو بكر الصديق في أربيل، الأستاذ الملا جوهر ( رحمه الله ) الذي كان إمام في جامع الحاج بكر الصائغ، الأستاذ محمد إسماعيل وكيل وزير التربية المحال على التقاعد حالياً ، والأستاذ صالح رشيد أستاذ اللغة العربية في جامعة صلاح الدين أربيل ، والأستاذ الملا عبدالله الكرعازباني إمام وخطيب جامع الماجدي في أربيل ، والأستاذ المرحوم الملا علي اﻟﻗﻭﭽﺒﻟﺒﺎﺴﻲ إمام وخطيب أحد جوامع العاصمة بغداد ، والأستاذ جلال عمر مدرس المعهد الإسلامي أربيل ، والأستاذ عبدالكريم إبراهيم مدير أوقاف أربيل ومدير ثانوية الدراسات الإسلامية المحال على التقاعد ، والأستاذ الشهيد الملا عبدالله اﻟﭙرﭙﻴتاتي مدير المعهد الإسلامي ، والأستاذ الأستاذ الملا محي الدين معروف إمام وخطيب جامع علي الهادي – الموصل.
توفي ( رحمه الله ) صبيحة يوم الاربعاء 6/3/1999 ودفن في مقبرة الشيخ رشيد بحضور جمع غفير من السادة العلماء ووجهاء المدينة ومسؤؤل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ([2][3]).



([1][2]) تربه سبيان : قرية في ناحية قوش تبه قضاء أربيل ، كانت فيها مدرسة تولى التدريس فيها العلامة جلال الدين ابن الشيخ حسين الكاني كردي ( ت 1364ه/1944م) ، ونسخ فيها محمد سعيد بن الحاج الملا أحمد رسالة لزين الدين البيزاني على جهة الوحدة في تربة سبيان سنة (1323ه/1905م) ومن مخطوطات هذه القرية ( تركيب العوامل ) بخط أحدهم سنة (1322ه/1904م) ، وكشكول كتب في تبه سبيان سنة (1347و1349ه) وثمة اشارة الى أن ابن الحاج ملا أحمد الصائم في قرية تربة سبيان في خدمة الاخ الكرام ( كذا) الملا محمد أمين الهواشي . مراكز ثقافية مغمورة ، ص 56-57.
([2][3]) زودني بها الاستاذ عثمان ابن ملا خضر ( مدينة أربيل ) في 9/1/2013 ، وله ترجمة في كتاب كورته يه ك، عمر شيخ لطيف البرزنجي ،  ص543. 
المدارس الدينية في مخمور ( القرن العشرين) ، جاسم عبد شلال 

الملا عبدالله بن طه بن حسن الزياراتي

الملا عبدالله بن طه بن حسن الزياراتي
 دَرَّسَ في مدرسة ترجان في زمن الحاج رشيد آغا ابن ويسي آغا من أهالي أربيل من عشيرة مموند ، كان المترجم (رحمه الله) من المدرسين البارزين أخذ منه العلم الكثير من العلماء الأماجد كان عالماً جهبذاً نبيلاً ففي عام( 1355هـ /1935م ) كان من مستعديه شيخ بهاء الدين وملا إسماعيل النوغراني ، وأخذ منه العلم الجهبذ الذكي ملا أبو بكر الكويي وآخرون من أفاضل علمائنا كان ( رحمه الله ) من منسوب ومحسوبي الشيخ مصطفى كمال الدين النقشبندي أصله من منطقة خوشناو توفي قبل سنة( 1360هـ/ 1940) ترك أولاداً أذكياء أحدهم في زي العلماء وهو ملا محمد قام مقام والده في ترجان([1][1]) .



([1][1]) الإكليل ، ص 341 ، والمدارس الدينية في قضاء مخمور ، جاسم عبد شلال

ملا حسن عبدالرزاق حسين النعيمي

ملا حسن محمد عبدالرزاق حسين النعيمي ، المشهور بـ ( ملا سيدا).
 كان جده من ملاكي قرية ( تنوره) .
ولد في قرية أبو جردة القديمة التابعة لناحية الكوير في سنة ( 1345ه/1925م) ، انتقلت أسرته الى قرية( زمزموك العرب) التابعة لناحية الكوير أيضاً ، نشأ وترعرع فيها أرسله والده في عمر السبع سنوات الى مدرسة العلامة ملا أفندي الدينية في أربيل وذلك بحكم العلاقة الوطيدة بينهما واستمر طالباً فيها لسنوات عديدة ، انتقل الى مدينة الموصل ليتلقى العلم في مدرسة جامع النبي شيت عند العلامة صالح أفندي الجوادي لمدة سنة ونصف تقريباً ، عاد مرة ثانية إلى مدرسة العلامة ملا أفندي في أربيل ومنحه الاجازة العلمية ، انتقل الى قرية ( تل غزال) التابعة لناحية القراج وأصبح إماماً في مسجدها الصغير لمدة سنة ، وفي سنة 1955م وبدعوة من آغوات برزوار ( رشيد آغا ابن آغا كه له)  وآغا باقرطة ( معروف آغا الديزيي )، انتقل الى جامع قرية  برزوار فاستجاب لطلبهم ، واصبح إماماً في برزوار ، وأخذ بتدريس الطلاب ولاسيما المبتدئين منهم وكان يساعده في عمله وينوب عنه في تدريس الطلاب أحد الاساتذة ( فقي محمد برزوار) ، ونتيجة لتدهور الاوضاع الامنية في المنطقة انتقل الى اربيل في سنة 1974م وأصبح خطيباً في جامع التكية وفي سنة 1980م قام ببناء جامع وتكية ( السيد حسن النعيمي) في محلة كوران وأصبح إماماً له وفي فترة الحصار الظالم على العراق ونتيجة لتدهور حالته الصحية انتقل الى الموصل في سنة 1998م لغرض العلاج وتوفي فيها في سنة 1999م ، وبوصية منه دفن شرق ناحية الكوير على التل المشرف على الناحية وشيّد على قبرة قبة ظاهرة . ، المشهور بـ ( ملا سيدا) ، كان جده من ملاكي قرية ( تنوره) .

ولد في قرية أبو جردة القديمة التابعة لناحية الكوير في سنة ( 1345ه/1925م) ، انتقلت أسرته الى قرية( زمزموك العرب) التابعة لناحية الكوير أيضاً ، نشأ وترعرع فيها أرسله والده في عمر السبع سنوات الى مدرسة العلامة ملا أفندي الدينية في أربيل وذلك بحكم العلاقة الوطيدة بينهما واستمر طالباً فيها لسنوات عديدة ، انتقل الى مدينة الموصل ليتلقى العلم في مدرسة جامع النبي شيت عند العلامة صالح أفندي الجوادي لمدة سنة ونصف تقريباً ، عاد مرة ثانية إلى مدرسة العلامة ملا أفندي في أربيل ومنحه الاجازة العلمية ، انتقل الى قرية ( تل غزال) التابعة لناحية القراج وأصبح إماماً في مسجدها الصغير لمدة سنة ، وفي سنة 1955م وبدعوة من آغوات برزوار ( رشيد آغا ابن آغا كه له)  وآغا باقرطة ( معروف آغا الديزيي )، انتقل الى جامع قرية  برزوار فاستجاب لطلبهم ، واصبح إماماً في برزوار ، وأخذ بتدريس الطلاب ولاسيما المبتدئين منهم وكان يساعده في عمله وينوب عنه في تدريس الطلاب أحد الاساتذة ( فقي محمد برزوار) ، ونتيجة لتدهور الاوضاع الامنية في المنطقة انتقل الى اربيل في سنة 1974م وأصبح خطيباً في جامع التكية وفي سنة 1980م قام ببناء جامع وتكية ( السيد حسن النعيمي) في محلة كوران وأصبح إماماً له وفي فترة الحصار الظالم على العراق ونتيجة لتدهور حالته الصحية انتقل الى الموصل في سنة 1998م لغرض العلاج وتوفي فيها في سنة 1999م ، وبوصية منه دفن شرق ناحية الكوير على التل المشرف على الناحية وشيّد على قبرة قبة ظاهرة .
ينظر : كتابنا المدارس الدينية في قضاء مخمور ، وكتابنا المدارس الدينية في ناحية الكوير
ملا عبيد 

قرية أبو شيتة

أبو شيتة :
تقع أبو شيتة على الضفة الشرقية لنهر الزاب الأعلى محصورة بين طريق أربيل – موصل ، وكركوك – موصل ، وتقع على الطريق الرابط بين ناحيتي الكوير ومدينة أربيل ، شمال ناحية الكوير بحدود (10) كم ، وجنوب ناحية خه بات (10) كم ، يسكن القرية قبائل مختلفة ، ولكن غالبية سكانها من قبيلة زبيد ( الفليتة)([1])، ومعهم بعض البيوتات من :السادة النعيم ، والحياليين ، والبو حمدان ، والسبعاويين ، والجشعم ، والديلم ، والجبور ، والخزرج ، والبو مفرج ، والراشد ، وطي ، والشيخان واللهيب والجحيش وغيرهم ، كانت فيها مدرسة ، وممن دَرَّسَ فيها :
1-  ملا أحمد محمد أحمد عبو الحمام الزبيدي :
ولد في قرية أبو شيتة ، دَرَسَ في شمامك على علماء الكرد ، وانتقل الى قرية الخالد ( خالند) التابعة لناحية الكوير ، في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي وممن دَرَسَ على يده ملا محمد يوسف عبدالرحمن الحربي الملقب بـ ( ملا حمدون) ، وملا يونس المداح ، والملية عيشة عبدالله خضر ، ثُمَّ انتقل إلى قرية أبو شيتة واستقر فيها وأخذ بتعليم أبناء القرية في داره لعدم وجود جامع في القرية ([2]) ، وذلك في بداية الأربعينيات من القرن الماضي وممن دَرَسَ القرآن الكريم عليه من الطلاب الحاج شاهين محمد علو ثُمَّ انتقل إلى قرية الشرائع ، ودَرَّسَ فيها في بيته لعدم وجود مسجد فيها ، وأول من ختم القرآن الكريم على يده ملا محمد منصور محمد الحمداني ، الملقب بـ( ملا محمد الدراويش) ، واستمر يُدرِس فيها الى أن أصابه المرض في سنة 1957م ، ونقله أهل بيته إلى قرية أبوشيتة وتوفي فيها (رحمه الله) بعد عدة أشهر([3]) .
2-  ثُمَّ جاء من بعده ملا حسين سليم الحمداني :
     ولد في سنة (1912م) في قرية شمامك ( تل البعرور) التابعة لناحية الكوير ، دَرَسَ  في شمامك على يد علماء الكرد فيها ، كان له دور كبير في نشر الوعي الديني بين أبناء القرية لسنوات طوال ، وكان يُدرِس الطلاب في غرفة خاصة في بيته هي مدرسة ومضيف في آن واحد يجتمع فيها رجال القرية في الصباح وفي المساء أيضاً ، وبعد بناء جامع القرية في سنة 1955م ، أصبح إماماً له ، وتتلمذ على يده العديد من أبنائها وابناء القرى المجاورة ، وتعلموا قراءة القرآن الكريم وكذلك القراءة والكتابة وبعض الأحكام الفقهية ، وأول من ختم القرآن الكريم على يده : الشيخ عبدالله شيخ علي خلف السبعاوي وذلك في سنة (1947م) ، وملا علي إسماعيل خلف ، والشيخ يوسف شيخ علي خلف السبعاوي ، الحاج عبدالله حميد عناز الزبيدي ، وعبدالله ملا فرخ السورجي ، وملا يوسف محمد صالح الزبيدي ، وإبراهيم علي صالح الزبيدي ، وإبراهيم خلف الحيالي ، وعبدالله جاسم محمد الزبيدي وغيرهم ومن قرية ام ركيبة : حسن حاوي الجشعمي .
وانتهى دور هذه المدرسة بفتح مدرسة أبوشيتة الابتدائية في سنة (1963م) ([4])  ، واستمر ملا حسين في عمله في جامع القرية الى نهاية الثمانينيات ، إذ انتقل الى مدينة الموصل حي الوحدة مع أسرة ابنه ياسين وتوفي فيها (رحمه الله ) في سنة 1992م ([5]).
3-  الشيخ علي خلف دخيل سليمان السبعاوي ، المشهور بـ ( أبي دهلان) :
ولد في قرية (ادويزات) ([6])التابعة لناحية القيارة سنة (1870م) ، في أسرة فلاحية ، من عشيرة السبعاويين ، كان متصوفاً قادرياً من خلفاء الشيخ أحمد السبعاوي في الموصل ، كان مواظباً على الطاعات متجافياً عن المحرمات والمنهيات ، محافظاً على شعائر الإسلام ، ظهرت له كرامات عديدة ، كان له إتباع ومريدون في مختلف أرجاء محافظة نينوى وأربيل ، كان يخرج للإرشاد والدعوة الى الله في ناحية القيارة ، وفايدة ، والكوير ، وقرى قضاء مخمور وغيرها ، وكانت له تكية في قرية (ادويزات) ، ومن خلفائه في قرية أبوشيتة شاهين محمد علو ، توفي الشيخ علي (رحمه الله) في قرية (ادويزات) في سنة (1946م) أثر مرض أصابه عن عمر تجاوز السبعين عاماً ، ودفن في مقبرة السلطان عبدالله ([7])بجوار والده الشيخ خلف وقبرهما معروفان ظاهران هناك ([8]).


(1) الفليتة : وهم من زبيد ، رئيسهم كان مصرب الهزاع ، في شمامك من ناحية الكوير ، ثُمَّ ابنه ادهام ، والآن يترأسهم كلاً من ( محمود ادهام مصرب الهزاع ، ومحمد ادهام  ) وقراهم أبوشيتة ومطراد شرابي ونخوتهم ( العمرو ) و (حمير) ومنهم من يسمى ( زبيدا) ومنهم من يسمى فليتة ، وينتشرون في مدينة الموصل وكركوك وسورية أيضاً . ينظر : العشائر العراقية ، عباس العزاوي ، 1/222.
(1) أسس جامع قرية أبوشيتة في سنة 1955م ، قام ببنائه السيد أحمد حمد حسن النعيمي ( رحمه الله) بالتعاون مع ابنة أخيه السيدة ( خديجة) ، بتوجيه وارشاد من الشيخ عبدالكريم ( رحمه الله) إذ قام بخط موقعه الحالي بعصاه ( الباكورة) ، وكان في بداية أمره غرفة صغيرة من الطين وسقفها من الخشب ، وفي سنة 1978م، جدد بناء الجامع بالاشتراك مع أهالي القرية ، وكان البناء من الطابوق وبقي السقف من الخشب أيضاً ، وفي سنة 2010م هدم الجامع وشيد بصورة حديثة مرضية من قبل ابناء سيد احمد وبعض المحسنيين .
(1) أفادني بهذه المعلومة الحاج جاسم محمد أحمد الزبيدي في 8/10/2013.
(1) تَمَّ افتتاح المدرسة بالجهود المبذولة من قبل مختار القرية وشيخها ( ادهام مصرب الهزاع ) ( رحمه الله ) ، وقام بتشييد صف واحد وغرفة للمعلمين ومخزن من الطين وعلى نفقته الخاصة ، كان مضيفه أعلى التلة والمدرسة أسفل منه ، وعُيِّنَ الأستاذ شريف عبد جاسم السامرائي مديراً ومعلماً فيها في 19/10/1963م ، ثم عُيِّنَ كردي محمد حسين حارساً وفراشاً في المدرسة ، وكان عدد تلاميذ الصف الأول (22) تلميذاً .
(1) أفادني بهذه المعلومة الشيخ عبدالله شيخ علي السبعاوي  في 12/7/2013.
(1) قرية ادويزات : تقع الى الجنوب من ناحية الكوير تتبع ناحية القيارة ، أما سبب التسمية فذلك لسكن عشيرة الدويزات من قبيلة اللهيب في قرية (الدويزات) وبقيت تسمى باسمها رغم رحيلهم منها بحدود سنة (1830م) فسكنتها عشيرة السبعاويين . قبيلة اللهيب ، الدكتور حسن زيدان ، وعبدالله سالم ، ص 15.
(1) السلطان عبدالله : يقع الى الجنوب من ناحية الكوير على تل نزه يشرف على نهر دجلة قرب خرائب مدينة حديثة الموصل التي تقع بينه وبين مصب الزاب الأعلى ، ويذكر العمري في منهل الأولياء : ( مشهور بالسلطان عبدالله بن عمر ( رضي الله عنه) وليس هذا الصواب ، فإن عبدالله بن عمر مدفون بمكة بذي طوى) ، وجاء في مراصد الاطلاع عند كلامه عن حديثة الموصل :( وعندها قبر عبدالله بن عمر بن الخطاب وليس بصحيح فإنه مات في المدينة ) ، ويتولى نظارته العمرية منذ قديم الزمان . مراصد الاطلاع ، ص 130؛ منهل الأولياء ، محمد أمين العمري ، 2/53؛ منية الأدباء ، ياسين العمري ، ص 88؛ ترجمة الأولياء الأخيار ، أحمد بن الخياط ، ص 82.
(1) أفادني بهذه المعلومة الشيخ عبدالله شيخ علي السبعاوي  في 12/7/2013.

ملا معروف بن حمد أمين بن رستم من عشيرة كردي المعروف بـ ( ملا معروف بيرره ش)

ملا معروف بن حمد أمين بن رستم من عشيرة كردي المعروف بـ ( ملا معروف بيرره ش) .
ولد في سنة (1320ه/1890م) في قرية (بيرره ش) من عائلة فلاحية ، ولما بلغ سبع سنوات أخذ بالدراسة على عدد من العلماء في القرى المختلفة في مناطق كردستان منها : جامع قرية زمزوك حسن وجامع قرية ( شوره زردكه ) قادر أور آغا ، وجامع قرية ( علياوه) شيخ حمد أمين وفي سنة 1943م في جامع قرية ( سيد أمين ) ، ثم توجه الى قرية ( سيد عبيد) في سنة 1956م وبقي فيها فترة وجيزة من الزمن قرابة ستة أشهر ليترك القرية أثر مشاكل شخصية توجه الى مدينة أربيل ،  وفي سنة 1957م قام ببناء جامع في محلة طيراوه بمساعدة بعض المحسنين ليصبح إماما له ، ثم انتقل الى محلة كوران في جامع ملا زاهر ، كانت له علاقة طيبة مع شيوخ بريفكا ولاسيما الشيخ محمد طاهر البريفكاني ، عمل فضلا عن عمله في المساجد بزراعة المحاصيل الزراعية لاسيما محصولي الحنطة والشعير .
توفي ( رحمه الله ) في 10/2/1965م عن عمر ناهز (75) عاماً


ملا حمد أمين بن خضر ابن شيخ بيرداود ، المشهور بملا ( حمدأمين سياو)

ملا حمد أمين بن خضر ابن شيخ بيرداود ، المشهور بملا ( حمدأمين سياو) ، من عشيرة بلباس :
ولد في سنة ( 1360ه/1939م) من أسرة فلاحية فقيرة متدينة في قرية سياو ، ولما أصبح بعمر سبع سنوات أرسل للدراسة لدى الاستاذ ملا ( أحمد حسين كردعازباني) في جامع قرية ( كرده شير) وأصبح صديقا للأستاذ ملا ( علي خرابه داراو) وفي سنة 1949م رجع هو وعائلته الى قرية ( سياو) . انتقل الى عدد من العلماء لغرض إكمال دراسته منهم :
الاستاذ ملا أبو بكر كويي وملا صالح كوزباني وملا اسماعيل نانه كه لي وملا عبدالله شيخ شيرواني وملا مصطفى قازيخانه وملا عبدالرحمن ماستاوي وملا احمد شيخ شيرواني وملا شيخ عمر شيخ طه الباليساني وملا علي خرابه دراو وملا فتاح دوسره .
وبعد إكمال دراسته في سنة 1959م مارس مهنة الامامة لأول مرة في قرية ( عوينه) التابعة لناحية الكوير ، وتتلمذ على يده عشرات الطلاب منهم : ملا حمزة هيلوه يي ووملا محمد الحاج صابر وملا بهرام شيخ شيروان وملا محمد سوريزه يي وملا احمد سياوي وملا ابو بكر موصل .
وبسبب توجهاته التي لم ترق للسلطات آنذاك عذب من قبل الأجهزة الامنية ولاسيما مدير ناحية الكوير آنذاك الذي ناصبه العداء ولم يتوان عن ايذائه بين الفينة والاخرى .
وفي سنة 1961م ترك القرية وانتقل إلى أربيل محلة سيطاقان ومن جديد بدأ بدراسته واستعد للامتحان لغرض التعيين كإمام في أحد المساجد على ملاك وزارة الاوقاف .
وفي سنة 1962م رجع الى ناحية الكوير قرية ( زاكه) وأصبح إماما فيها لأكثر من عشرين عاما وفي 10/10/1980م عاد الى اربيل مرة اخرى وعين في جامع الحاج حيدر مع أستاذ سعدالدين وعندما التحق الأستاذ سعدالدين بالخدمة العسكرية آلت إليه مسؤولية الجامع وفي 20/4/1999م ،أصيب بمرض القلب وكان الأستاذ ملا سيد عمري سيد محمد البرزنجي يلقي خطبة الجمعة نيابة عنه بسبب مرضه .

انتقل الى رحمة الله ودفن في مقبرة معمل القير .

ملا مصطفى حمزة خضر المشهور بملا مصطفى جديد لك

ملا مصطفى بن حمزة بن خضر بن صابر بن قادر بن عزيز بن كاك الله بن علي ، المشهور بـ ( ملا مصطفى جديد لك) من عشيرة لك :
ولد في سنة (1347ه/ 1927م ) في قرية ( قوبه قبران) من أسرة فلاحية فقيرة ، ولأجل  العلم والتعلم في سنة 1935م أرسل إلى خاله ملا إسماعيل ، وبعد أن مكث فترة عند خاله ملا إسماعيل أرسل إلى عدد من العلماء في المنطقة استمر في طلبه للعلم إلى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي ليحصل على الإجازة العلمية ليشق طريقه في الدعوة الى الله من خلال عمله في المساجد .
أصبح إماماً وخطيبا في قرية ( زاكه) التابعة لناحية الكوير ، ثم انتقل الى القرية المجاورة قرية ( شمشوله) في ناحية الكوير أيضاً، وأخذ بالتنقل بين القرى فعمل في عدة جوامع منها : جامع قرية ( كوور) التابعة لناحية الكوير ، وجامع قرية ( قوبه قبران) ، ترك عمله في المساجد في سنة 1960م وانتقل الى اربيل ومن أجل توفير لقمة العيش لأسرته عمل كأمين مخزن في معمل للدواجن ، وفي سنة 1987م نقل الى بلدية اربيل .

وفي سنة 1993م عاد ليمارس عمله في المساجد من جديد وعين كإمام في جامع لائقة خاتون في محلة كردستان ، ثم نقل الى جامع شهيد رحمن جوامير واستمر فيه الى وفاته في 27/12/1997م عن عمر ناهز السبعين عاما ودفن في مقبرة معمل القير .

محمود ياسين أحمد النعيمي

السيد محمود ياسين أحمد ناصر النعيمي :
ولد في قرية ( الخندق الكبير ) في ناحية القراج سنة 1917م ، نشأ وترعرع في بيئة قروية فلاحية يعمها الجهل ، ولكن لديها حب للدين والصالحين ، تاقت نفسه الى تعلم القرآن الكريم ومعرفة أحكام الشريعة الاسلامية ، فدرس في المدارس الدينية الملحقة بالمساجد آنذاك والمنتشرة في المنطقة آنذاك ، وبعد عدة سنوات من طلبه للعلم يسر الله له حفظ القرآن كاملاً ، ثم أخذ بالتنقل بين العلماء وحط رحاله عند العالم ملا أفندي في مدرسته في أربيل وعند ملا عمر الملا عبيدي في قرية ( الزرارية) التابعة لناحية الزاب ، ثم انتقل الى ملا عبدالله العرام في قرية ( حلوة وسطى) التابعة لناحية الزاب أيضاً ، ثم انتقل الى أربيل عند الشيخ عبدالكريم الداره خرملي ، وكان له الأثر الكبير حياته وتعريفه على مشايخ وعلماء أربيل .
قام بإنشاء جامع في قريته من الطين في سنة 1960م ، ليصبح الامام والخطيب والمؤذن والخادم في الجامع ، وقام بإعادة بنائه من جديد في سنة 2000م ، فكان يؤذن للصلوات الخمس وكان كثيراً مايصلي الفجر وحده الى فترة قريبة ، ولكن ذلك لم يفت من عضده وعزيمته وهمته عن أدار رسالته وخدمة دينه .
دخل امتحان المادة المؤقتة للعلماء في أربيل سنة 1972م ونجح فيها .
عين إماماً رسمياً راتباً في جامعه على ملاك وزارة الاوقاف .
أحيل على التقاعد في سنة 1987م وبقي مستمراً في عمله وإمامته للجامع الى وافته المنية في 17/3/2003م .

كان محافظاً على الصلوات الخمس ، وكان يقيم الدورات الدينية لأبناء القرية ، فضلا عن ممارسة الدعوة الى الله من خلال المناسبات الدينية والأعراس ومجالس العزاء حاثا أبناء المنطقة على التمسك بتعاليم الإسلام .

ملا توفيق ملا محمد احمد الاموري

ملا توفيق ابن ملا محمد بن احمد بن علي بن ولي بن حمزة ( الأومري ) نسباً ثم البياتي وهو إقليم واسعة حدوده يقع بين محافظة كركوك وجبال حمرين ، وقبيلة الأومرية غالبيتهم يسكنون فيه ، وموطنهم الأصلي قرية ( القلعة الأمورية ) .
ولد ملا توفيق في قرية ( عمشة) في منطقة كفري ، أمه ( شاناز) شقيقة خدر كخوا عمشة ، كانت ولادته سنة ( 1840م) ، نشأ في عائلة متدينة متمسكة بالدين الحنيف تربى على الزهد والتقوى ، كان رجلاً شجاعاً فارساً، متيناً مربوعاً، شجي الصوت وصوته من أعذب الاصوات إذ اتلى القرآن الكريم ، كان حافظاً لكتاب الله ، ومعظم كتب المتون الدينية وكتب الغزوات طبعت في صدره .
طلب العلم منذ الصغر ، إذ أرسله والده لتعلم الدين الحنيف ودراسته في قرية عمشة وبعد أن بعد ان ارتحلت أسرته الى منطقة قلعة أومرية في منطقة البيات اشتغل والده برعي الغنم وبعدها ارتحل الى منطقة ( كنكربان) قريباً من كركوك ، استشهد والده ودفن فيها على جبل كنكريات وله مزار يزوره أهل تلك الديار ، ارتحلت أسرته الى ناحية قوشتبة واستقروا هناك لفترة وجيزة .
ارتحل مع أسرته الى قرية ( شيخ شيروان) وعمل إماماً وخطيباً في القرية ، ثم انتقلت أسرته الى قرية ( جل هويزه) وقام بالتدريس والامامة والخطابة فيها ، انتقل لطلب لعلم الشرعي في مناطق خوشناو كل من قرى ( توتمى ، شيره ، زينحان، هرتل ) ، وكان رفيقاً ومخلصاً لملا محمد أكبري هرتلي ، ولملا سعيد ، وملا ره ش ، وملا مصطفى من قرية تل الخيم ، وبعد عدت سنوات رجع الى قرية ( برزوار) في ناحية كنديناوه ( ديبكة) إماماً وخطيباً ومدرساً في جامعها وأمضى فيها عدة سنوات ، ارتحل بأسرته الى قرية ( محسن ئاوه) في ناحية القراج وأصبح إماماً فيها ، ثم انتقل الى قرية ( كومه شين) في ناحية القراج ، وعلياوه شيخان ، انتقل الى قرية ( كردبان) في ناحية القراج ، إماماً وخطيباً ومدرساً عند الحاج رشيد وحاج عباس استمر في هذه القرية لفترة طويلة واعظاً ومرشداً ومعلماً لأحكام الدين الحنيف .
انتقل الى قرية ( شوربلكة) في ناحية القراج إماماً وخطيباً وكان كثيراً من الناس يتوجهون إليه إما لفتوى أو سؤال حول حكم شرعي أو طلباً للعلم على يديه وكان لديه العديد من الطلاب من الفقهاء المستعدين من العرب والكرد .
كانت حجرته دائماً عامرة بطلاب العلم والزوار ، كان عالماً فريداً في منطقته وكان يقوم بين فترة وأخرى بزيارة العلماء من أقرانه من أقرانه وتلاميذه منهم السيد بايز باقلاني في قرية ( باقلان) في منطقة قضاء رانية ، كان حبه شديداً له ويعده رفيقاً مخلصاً .

توفي ( رحمه الله ) في قرية ( شوربلكة) في يوم الخميس من شهر ايار سنة 1952م عن عمر ناهز ( 112) عاماً ودفن في مقبرة( كزوك ) الى جنب زوجته المخلصة المؤمنة .
ملا صالح عبدالرحمن عبدالعزيز
(1901-2002)
هو محمد صالح بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المعروف بملا صالح ، ولد في عام (1319ه/1901م) في قرية (جل هه ويزه ) التابعة لناحية ديبكة لقضاء مخمور .
نشأ الملا صالح في هذه القرية في بداية القرن العشرين ، ودرس في قرى المنطقة على يد علمائها وفي سنة 1918 وبعد أن أصبح شاباً رحل إلى منطقة شقلاوة التابعة لمحافظة أربيل وتعرف باسم (خوشناوه تي ) ومكث هناك بعضاً من الزمن يدرس على يد علمائها ، ثم انتقل إلى أربيل وهناك التحق بمدرسة الشيخ مصطفى النقشبندي (رحمه الله ) ، وبعد أن جمع بين علم الشريعة والحقيقة وأصبح ملماً بالكثير من الأمور الدينية عاد إلى قضاء مخمور في سنة 1959 واتخذها سكنا له .
وفي عام 1961 حج بيت الله الحرام لأول ، ثم أدى فريضة الحج لأكثر من مرة وكانت روحه تتوق إلى البقاء عند البيت العتيق فأقام فيها عدة مرات تتراوح هذه المدة أكثر من ستة أشهر إلى سنة .
وفي سنة 1980 قام ببناء مسجد في قضاء مخمور قرب داره وعلى نفقته الخاصة ، وأقام بإدارته والإنفاق عليه وأصبح إماماً فيه ، وكان يقضي معظم أوقاته في هذا المسجد .وكان يحارب البدع ويعمل على إتباع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكان يعرف بخادم الجامع .
آثاره :
قام بتأليف كتاب : إيقاظ الغافلين وبشارة العالمين وتمَّ طبعه على نفقته الخاصة ووزعه بلا ثمن وكانت الطبعة الأولى لهذا الكتاب سنة (1418ه/1997م) .
جاء في هذا الكتاب بحوثاً حول الإيمان والنية وفضل العلم والعلماء وفضل النهي عن البدع ومحدثات الأمور وطبع هذا الكتاب أربع مرات .
في غلاف الطبعة الأخيرة مانصه : نظراً للبدع الكثيرة بين المسلمين في العبادات من الأعمال والتقليد التي جعلوها من الدين والدين منها براء ، ظننت أنه من واجبي أن أنشر هذه الرسالة وأهديها إلى المسلمين أنثر ما أنعم علي من العلم عملا بقوله تعالى ( وأما بنعمة ربك فحدث) .

عمَّر طويلاً ، وبعد أن أجهدته الحياة الطويلة فارق الحياة في 24/4/2002 ودفن في مقبرة مخمور وكانت وصيته : أن لا يقام له مجلس عزاء ، وكذلك المحافظة على كتبه والمسجد من قبل أولاده ، رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته .
ينظر : كتابنا المدارس الدينية في قضاء مخمور