الاثنين، 28 مايو 2012


نور محمد بن عبدالقادر
البريفكاني

        نور محمد بن عبدالقادر بن الشيخ عبدالله ، من كبار مشايخ الطريقة القادرية ، ذو إلمام تام بمختلف العلوم ، خطيب مفوه فصيح اللسان بليغ الأسلوب ساحر البيان ، وكاتب واديب يملي على ثلاثة كتاب في ان واحد باللغات الثلاث العربية والفارسية والتركية ، ومجلسه في دهوك مجلس الأدب والعلم والسياسة وملح الأخبار والشيخ نور أمة جمعت بين القديم والحديث ،حصل له مناظرة مرة في مجلس خاص بالموصل مع أحد البطارقة ، الذي سأله قائلاً ياشيخ تزعمون ان كل شيء في القرآن ، كما جاء في الآية الكريمة )مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ( فهل فيه مايشير إلى عدد درجات دورة الشمس في الفلك فأجابه الشيخ على الفور ، نعم قوله تعالى )رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ (، فلما حسبوا كلمة رفيع بالحساب الأبجدي خرج عدد درجات دورة الشمس 360 درجة ، فتعجب السائل من سرعة بديهته وإصابته ، فأضاف الشيخ على اثر تعجبه كلمة (( فبهت ...؟ )) واقسم للحاضرين بانه لم يسبق له التفكير في سؤال كهذا ولا خطر بباله الا في تلك الساعة بالهام من عند الله وكرمه ،حاصر مرافق الوالي سليمان نظيف داره بقوة كبيرة من الجندرمة وفتش داره فوجد رسالة قبل ثلاث سنوات أرسلها المقامات الرسمية ومجلسي النواب والأعيان في استانبول حول طلب الإصلاح لكردستان بالاشتراك مع بعض العلماء فاتخذها سليمان نظيف حجة لاتهامه وقبض عليه وأُتى به إلى السجن وكان كبيراً في السن مريضاً ولم يدم بقاؤه في السجن أكثر من خمسة أيام وفي اليوم السادس ذهبوا به إلى المستشفى وفي مساء ذلك اليوم توفي رحمه الله وقد أراد ذووه ان يذهبوا بجثمانه إلى دهوك حيث يدفن في مقبرة آبائه فأبى عليهم الوالي سليمان نظيف بحجة أن الأكراد سيتخذون قبره مزاراً ويزورونه فدفن في مقبرة الغرباء في نبي الله شيت عليه السلام([1]).





([1]) إمارة بهدينان الكردية  ص ؛ إمارة بهدينان العباسية ، ص 146-147؛ فضلاء بهدينان ، ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق