محمد إبراهيم علي
الهسنياني
( 1964-2008)
هو الشيخ محمد بن إبراهيم بن شعبان بن محمد بن علي الباولي الهسنياني، وهي كبرى العشائر الكردية، ينتسب الشيخ محمد إلى أسرة معروفة بالعلم والتدين، وحب الخير وتوقير العلماء، ولد في قرية (خان أصفية) التابعة لناحية زمار شمال غرب مدينة الموصل، في يوم الاثنين 8 ذي الحجة سنة 1383هـ، الموافق 20 نيسان سنة 1964م.
نشأ في بيت والده نشأة صالحة، وقام أبوه بتربيته تربية صالحة، ووجهه لطلب العلم قبل دخوله في المدرسة، ولمَّا دخل المدرسة اعتنى بمدرسته فكان يفوق أقرانه ويكون ترتيبه الأول في كل سنة، وكان محباً للعلم والعلماء منذ نعومة أظفاره، يحترم العلماء والقراء، ولوعاً بجمع الكتب منذ طفولته، ونشأ على ذلك، فكان طوال عمره يألف مجالس العلم ويحب مخالطة العلماء وطلبة العلوم، بدأ بقراءة وحفظ القرآن وهو في السابعة من عمره عند الشيخ أونس الحاج خليل رحمه الله، وكان له رغبة قوية في تحصيل العلوم.
وبعد انتقاله إلى مدينة الموصل في عام 1974م قصد علماء العراق طلباً للعلم، وتلقى علومه الشرعية واللغوية والأدبية بجد وهمة عالية من علماء ومشايخ أجلاء مشهود لهم بالعلم والصلاح والتقوى، دخل المدرسة الابتدائية فيها وأكمل دراسته في مدينة الموصل بعد انتقال عائلته إليها عام 1974م وسكن في منطقة الرشيدية وتخرج من إعدادية الصناعة عام 1987، اتجه إلى دراسة العلم الشرعي فدرس عند عدد من العلماء منهم : الشيخ مصطفى البنجويني ، والشيخ صادق محمد سليم المزوري ، والشيخ ذنون البدراني ، والشيخ محمد ياسين ، والشيخ ابراهيم النعمة ، والشيخ صالح خليل حمودي ،والشيخ حسن أحمد عبدالقادر البريفكاني ، والشيخ أحمد سعدي البريفكاني ، والشيخ أحمد محمد طيب ودرس في بغداد على الشيخ عبدالكريم المدرس والشيخ عبدالملك السعدي والشيخ محمد رمضان ، وأول من تتلمذ عليه العلاّمة الشيخ مصطفى البنجويني سنة 1982م، والشيخ صادق محمد سليم المزوري سنة 1983 ودرس عنده عشر سنوات.
الإجازات العلمية:
منح الإجازة العلمية في العلوم العقلية والنقلية من قبل الشيخ صادق المزوري وذلك في سنة 1994، ومنح الإجازة العلمية في العلوم العقلية والنقلية من الشيخ صالح خليل حمودي وذلك في 15/9/ 2007، ودرس التجويد عند شيخ القراء السيد علي الراوي، وطبق التجويد في تلاوة القرآن حتى أجازه فيها الشيخ علي: إجازة حفص عن عاصم.
وبعدها درس في كلية التربية قسم اللغة العربية في جامعة الموصل، وتخرج منها بتفوق حاصلاً على شهادة البكالوريوس.ثم أكمل دراسته العليا لقبوله في جامعة كراتشي الإسلامية ـ فرع الأزهرـ لنيل شهادة الماجستير، وقد حصل على الشهادة بجدارة وبتقدير امتياز، وكانت رسالته بعنوان (التأصيل الشرعي لفقه الواقع).
وكانت الرحلة الأولى خارج الموصل إلى بغداد في دورة المشايخ الأولى في كلية الإمام الأعظم وذلك عام 1999م، وممن درس عندهم من المشايخ في هذه الدورة: الشيخ عمر مولود الديبكي ـ رحمه الله ـ ، والشيخ عبد الملك السعدي، والدكتور محمد رمضان.
تَمَّ قبوله في جامعة البلقاء التطبيقية في المملكة الأردنية في عاصمتها عمان، لنيل شهادة الدكتوراه، ولكنه لم يكمله، حيث انتقل الى رحمة الله تعالى.
كان الشيخ محمد يحرص حرصاً شديداً على بناء المساجد وخاصة في الأماكن التي لا توجد فيها، ومنذ الثمانينيات كان يطوف قرى زمار وربيعة وتلعفر وسنجار وبعاج والحضر ووانه وغيرها، ويخطب فيها ويبني المساجد وينشر الدعوة.
ومن أولويات العمل الدعوي عنده: المبادرة إلى الارتقاء بالمؤسسات القائمة وإنشاء الكثير منها، ومن المؤسسات التي قام بتأسيسها:
1. الجمعية الخيرية العراقية الرشيدية .
2. مركز الإمام الشافعي لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات القرآنية في
الرشيدية .
3. ثانوية صلاح الدين الأيوبي الإسلامية في الرشيدية .
الوظائف والأعمال:
عضو رابطة علماء العراق/ فرع الموصل، عضو هيئة علماء المسلمين في العراق/ فرع الموصل، عضو مؤسس لرابطة طلبة العلوم الشرعية ، عضو مؤسس لديوان القبائل والعشائر والبيوتات في رابطة العلماء ، عضو اتحاد الأدباء العراقيين ، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عضو اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان العراق، عضو جمعية الشبان المسلمين في العراق/ فرع الموصل، تولى إدارة المساجد في الوقف السني ومعاون المدير في محافظة نينوى في فترة سنتين في عام 2003 الى عام 2005م، إمام وخطيب منذ عام 1985 في جوامع الموصل ـ وظل إمام وخطيب جامع الإمام الشافعي في حي الرشيدية في الموصل حتى توفاه الله، عضو مؤسس في ديوان العشائر والعوائل في الموصل.
الخطابة : عمل خطيباً لعدة مساجد في مدينة الموصل منها : جامع الحاج شاهين عام 1985م في الرشيدية وجامع ربيعة وجامع زمار وجامع صلاح الدين في حي الإصلاح الزراعي 1999،أوقف عن الخطابة أكثر من مرة بسبب توجهاته الفكرية التي كانت معادية للنظام في حينها .
مؤلفاته وآثاره المطبوعة:
للشيخ أكثر من أربعين كتاباً مطبوعاً من أبرزها:التأصيل الشرعي لفقه الواقع، رسالة ماجستير، طبع في مصر سنة 2005. الإشاعة في المجتمع الإسلامي، تقديم الشيخ إبراهيم النعمة.المال في نظر الإسلام، زكاة الزروع والثمار على المذاهب الأربعة، تقاريظ العلماء: الشيخ محمد ياسين عبد الله رحمه الله، والشيخ إبراهيم النعمة، والشيخ أحمد سيد سعدي، والشيخ أكرم عبد الوهاب، روائع الإيمان من تفسير روح البيان، في ظل الله، شرح حديث: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ..) تقديم الشيخ أونس خليل السليڤاني رحمه الله، في ظل الاخوة الاسلامية ، في ظل التوبة والاستغفار ، في ظل العقيدة الاسلامية ، في ظل رعاية الاباء وحقوق الجيران والاقرباء ، في ظل الأسرة المسلمة ، العلماء ورثة الأنبياء، تقديم الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل، خطاب الى ورثة الانبياء ، معاني الحج، دراسة في فلسفة الحج، فقه الواقع والتسليم للواقع (فقه التغيير)، مصاريف الزكاة ودورها الاقتصادي في المجتمعات الإسلامية، العادات الجميلة والتقاليد الحميدة عند العشائر، طلاب العلوم الشرعية بين المظهر والجوهر، تقاريظ: الشيخ الدكتور عائض القرني، والشيخ محمود مصطفى اليوسفي. المنهج الرصين في إعداد علماء الدين. مسؤولية العلماء في الإسلام، خطاب الى التجار، القبائل والعشائر من منظور إسلامي ، خطاب الى ابناء العشائر ، كشمير المسلمة ، التيسير في الاسلام . كيف نستقبل شهر رمضان المبارك .
وفاتـه:
انتقل الشيخ محمد إلى جوار ربه الكريم ظهر يوم السبت السادس من ربيع الثاني سنة 1429هـ الموافق الثاني عشر من نيسان سنة 2008م عن عمر ناهز الأربعة والأربعين سنة، في حادث مروري حيث انقلبت به سيارته، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته([1]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق