الثلاثاء، 8 مايو 2012

اسماعيل الياس السوري


إسماعيل إلياس السوري
(1903ـ 1990)
        إسماعيل إلياس أبو الجلاء الشهير ( بملا كم صور ) ـ أي صاحب الطربوش الأحمر الذي كان يضعه على رأسه مع عمامته البيضاء فكان المجاز الوحيد في منطقته لذلك أطلق عليه هذا اللقب .
ولد في قرية ( ديركا جياستس مازي)  في تركيا ، درس في تركيا عند الشيخ ( شيخ سيدا  ([1])) في جزيرة ابن عمر ( بوتان ) وقدم إلى العراق ودرس في شماله في مدارس قرى كردستان ، وسكن محلة كيسته في دهوك ، حتى نال الإجازة العلمية من الشيخ أحمد عبدالخالق العقري في 15/9/1940، واسماه إسماعيل عبدالله  ، مما جاء في إجازته له قول الشيخ المجيز أحمد عبدالخالق العقري : قرأ عليَّ ملا إسماعيل مدة مديدة من الزمن فتلقى من العلوم العربية الصرف النحو المعاني البديع الإنشاء آداب اللغة العربية ، ومن العلوم العقلية المنطق آداب البحث والمناظرة أقسام الحكمة النظرية من الطبيعيات الرياضيات والإلهيات ، ومن العلوم الشرعية الفقه والحديث أصولهما الكلام التفسير وقواعده ، فدرس دراسة تحقيق وإتقان واستحق أن يكون من آباء التعليم لذلك أجزته إجازة عامة في جميع مااسلفناه في 15/9/1940م ليدرس ويفيد موصيا إياه بتقوى الله تعالى .  
        بعد أخذه للإجازة العلمية انتقل إلى سوريا في سنة 1941 ليعمل إماماً في فترة الصيف في قرية (حتلو ) التي تسكنها عشيرة دقوريا في المنطقة الدرباسية في سوريا ، ثم انتقل وعمل إماماً في قرية( تل خنزير ) التابعة لقضاء المالكية (ديرك) محافظة الحسكة السورية ، ثم انتقل وعمل إماماً في قرية ( كلهي ) السورية قرية دحام النايف الباشا رئيس عشيرة ميران .
تلاميذه :
درس عددا من الطلاب منهم من أخذ الإجازة العلمية منه ومنهم من أخذها من غيره فمن الذين منحهم الإجازة :
حمدي عبدالمجيد السلفي ، الذي يسكن سرسنك ، ومحمود مصطفى اليوسفي الذي يسكن حي الكرامة في الموصل وملا احمد الكليجي رحمه الله الذي كان يسكن سرسنك .
دعوته:
        نشر العقيدة السلفية في منطقته وكان له صراع طويل ومرير مع بعض متصوفة منطقته من مشايخ الطرق الصوفية ، فكان يحارب البدع المنتشرة ويصحح العقائد المنحرفة عند بعض الجهلة ، فيطوف بين أرجاء قرى كردستان ليبين لهم شرائع الإسلام ، وكان في جولاته هذه يصطحب تلميذه محمود مصطفى رشيد اليوسفي ولا سيما في القرى العراقية فكان يجوب القرى العراقية في ناحية زمار قضاء تلعفر ، فيبدأ من كلهي العراقية إلى علي عبار ، عمر خالد ، كربير ، سي قبا ، حمد آغا (سفلى ) ، عين عويس ، خان صفية ، إسكان ، علوكا ، الوليد ، ثم يرجع إلى كلهي العراقية من جديد ليعود إلى بيته في كلهي السورية .
  أما في سورية فكان مجال دعوته فيه صعوبة لما كان يلاقي من مضايقات من بعض مشايخ الطرق الصوفية ، إذ كانوا يأمرون أتباعهم باعتراضه في الطريق فيقومون بالاعتداء عليه وإهانته وضربه ضرباً مبرحاً ، لذلك كان يخشى دخول بعض القرى إلا بحماية من شيخها ، وكل هذه التصرفات والمضايقات كانت لاتفت من عضده شيئاً ولا تثنيه عن مواصلة دعوته برغم ماكان يلاقيه من الإيذاء فهو كان على خلاف مع الكثيرين من علماء كردستان وأئمتها الذين كانوا يجلسون في مجلس علمهم ولا يخرجون للناس ليبينوا لهم أمور دينهم ويصححوا لهم عقائدهم ، أما هو فكان شعلة من نشاط في محاربة الجهل والبدع ، بلسانه وينفح بيده ، فضلاً عن مجلسه العلمي فهو كان عالماً وداعية وكان كثيراً مايعقد مجالس المناظرة مع خصومه ليدحض أرائهم ويفند أفكارهم ويصحح عقائدهم ويقيم الحجة عليهم .
  توفي رحمه الله في 14/12/1411هـ الموافق 30/6/1991م ، في الحجاز في إحدى سفراته إلى الديار المقدسة اصطدمت سيارته بجمل فتوفي على إثرها في الحال .


([1])  محمد سعيد بن عمر الزنكاني ، المعروف بـ ( شيخ سيدا ) الجزري ،ـ أي الأستاذ ، وقد لقب به منذ صغره تفاؤلاً بأنه سيكون كوالده شيخا , وأستاذاً ـ ولد بعد وفاة سنة (1308هـ /1890م) ، ووالدته هي ابنة الشيخ رشيد الديرشوي ، من كبار مشايخ النقشبندية عالم معروف في منطقة جزيرة بوطان , توفي في الجزيرة 8 شوال 1388 (7 كانون الثاني 1968م) له قصائد باللغة الكردية وله مؤلفات منها : الضابطة في إثبات الرابطة ، شرح بيت (وإن على مضمر ..) لابن مالك بالعلم الباطني .




هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله بك اخي الطيب جاسم النعيمي
    و أسأل الله ان يرحم جدنا و ان يغفر له و ان يباعد بينه و بين خطاياه كما بين المشرق و المغرب

    ردحذف