السبت، 26 مايو 2012

صالح علي عبد الله الجبوري


صالح علي عبد الله الجبوري  
( 1946م / 2004م )
ولد الأستاذ صالح في قرية الزاوية التابعة لناحية القيارة ، محافظة نينوى عام 1946م من عائلة معروفة ضمن رقعتها الجغرافية وأنهى دراسته الابتدائية في مدرسة القرية ومن ثم واصل دراسته في متوسطة أم الربيعين ثم في إعدادية الشرقاط ، وكانت الظروف الاقتصادية صعبة جداً لا سيما من الناحية المادية فضلاً عن الصراع الحاصل بين مختلف الحركات السياسية كان ( رحمه الله ) كان عضواً فاعلاً في التيار القومي التحريري ، وقد اعتقل أكثر من مرة وأصيب بجراح مختلفة في جسده في التظاهرات والإضرابات والصدامات المتكررة ، كان ( رحمه الله ) من المناصرين للقضية الفلسطينية محاولا تقديم المساعدة لها بكل وسيلة حتى أنه كان يجمع الحنطة وغيرها من الحبوب في مواسم الحصاد ويقدم أثمانها لمجاهدي فلسطين الذين كانوا يضيفهم ويؤويهم في سنة 1967م .
دخل كلية التربية في جامعة بغداد ولكونه يجيد اللغة الإنكليزية إجادة جيدة فقد تم قبوله في قسم اللغة الإنكليزية في تلك الكلية تخرج منها عام 1969م ، عين في ثانوية الزاب لتدريس اللغة الإنكليزية فيها ، وقد أقام علاقات طيبة مع أهالي ناحية الزاب ، وكانت علاقته بالشيخ المرحوم عبد الله السبيل وغيره من رجالات الزاب الطيبين لا تحتاج إلى إيضاح .
وفي عام 1971م انتقل إلى ثانوية القيارة لتدريس اللغة الإنكليزية فيها ، ثم انتقل إلى ثانوية الزاوية حيث أصبح فيما بعد مشرفاً تربوياً للغة الإنكليزية في مدارس محافظتي نينوى وصلاح الدين ورغم إصابته بورم متعدد النخاع ألشوكي لعقدتين من الزمن تقريباً فكان يواصل عمله الإشرافي بكل أدب حتى في أصعب أيام مرضه ولما أنهكه المرض أحيل على التقاعد لأسباب مرضية ، وكان من المشاركين الفاعلين في نداوة حول مرض السرطان التي كانت تعقدها مديرية صحة نينوى .
 كان يتسم بالجرأة والشجاعة والكرم ، وهذه صفات واضحة للعيان فيه لا يختلف عليها اثنان ، انتقل إلى جوار ربه في مساء الثالث من شهر كانون الأول عام 2004م وكان تشييعه مهيباً وأبّنه خطباء المساجد وبرحيله فقدت المنطقة أحد أبنائها الأعلام .
متزوج وله أربعة أولاد هم : مهدي ومهند ومظفر ومحسن وندعو الله أن يكونوا خير خلف لخير سلف ورحم الله الأستاذ صالح يوم ولد ويوم انتقل إلى جوار ربه  ويوم يبعث حياً.

وقد رثاه أخوه الأستاذ إبراهيم علي الجبوري ( أبو يعرب ) بقصيدة مشهورة (( تربك روضة )) التي أذيعت من على شاشات التلفاز ونشرت بالصحف وهي ضمن مجموعة الأستاذ إبراهيم الشعرية – الحب في قريتي – من مطبوعات مطبعة الكرم في الموصل .
تربك روضة
أتورثنا العناء وتستريح ؟!


وخلفت القلوب بها قروح

فإنك مذ رحلت تركل حزناً


وغصات لها في القلوب سوح

فنرجو أن يكون القبر روضاً


وفي أخراك فردوس فسيح

ويذكرك الصحاب بكل حين


ألا هيهات تندمل الجروح

وفي أعماقهم آه و آه


مآقيهم بما اخفوا تبوح

فلا والله لا أنساك يوماً


ولا يكفيني الرثاء ولا المديح

وآد أسوةٌ إذا قال لمّا


قضى هابيل والوجه ألصبيح

( تغيرت البلاد ومن عليها


فوجه الأرض مسودٌ قبيح )

وأنجال لكم ولدوا كباراً


وما فيهم كهمامٌ أو شحيح 

وتربك روضة وتفوح مسكاً


وصرحٌ تستظل به الصروح

وهذا تربك الأستاذ شيت


إذا ما عنَّ ذكركمو ينوح

وإبراهيم زاره ذات يوم


وصورتكم بأطياب تفوح

على الجدران علقها اعتزازاً
 

وزيّن متنها اللفظ الفصيح
 
وعماش يحدث عنك دوماً
 

وطيفك إن غفا ليلاً يلوح
 
ويذكرك الوفيُّ أبو علاءٍ
 

وقلبه مذ رحلت به جروح
 
وإنا رغوة مهما فعلنا
   

وأنت الزبد واللبن الصريح
 
ونختتم المقال كما بدأنا
 

أتورثنا العناء وتستريح ؟!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق