محمود بن عبدالجليل بن مصطفى
الخضري ، الكردي
(1183ـ 1231هـ / 1769 ـ 1815م)
محمود بن عبد الجليل بن مصطفى بن صوفي الله ويس بن ذي الفقار بن الملا خدر ( خضر ) بن الملا قيماس بن عباس ، أبوعلي ، الخدري ، العقري ، ، الشافعي ، ، الكردي أصلاً والموصلي سكناً ، والأشعري عقيدة ، والقادري طريقة ، والنقشبندي مشرباً ، فقيه ، صوفي ، ناسخ ، ولد في مدينة الموصل في ربيع الأول من سنة( 1183هـ الموافق تموز 1769م )، وكان ابوه الشيخ عبدالجليل قد جاء باسرته من ( الخدرية ) في نواحي عقرة واستقر بالموصل .
تتلمذ على عدد من علماء الموصل منهم والده الشيخ عبدالجليل الذي كان عالما فاضلا وزاهدا تقيا ، يحترمه علماء الموصل ، وكان من مشايخ الطريقة القادرية ، وقد أجازه والده في تلاوة كلمة التوحيد ولبس الخرقة القادرية .
وأجازه كل من أبي بكر خضر الآلوسي الموصلي بما ينسب إلى السادة الخلوتية ، وما يعزى إليهم من أوراد ، ومحمود بن أحمد المرعشي في لبس خرقة الخلوتية ، وكلتا الإجازتين في سنة (1219هـ/1804م) ، وأجازه أبوبكر بن مصطفى الآلوسي في الطريقة الرفاعية .
ولما بلغ مبلغ الرجال لازم الخلوة ، ثم خرج من الخلوة وقصده الطلاب والمريدون ، وكان ذا سمت حسن ، يديم الجلوس على الركب ، ولا تنتهك في مجلسه الحرمات .
تلقن الذكر من جماعة من أرباب الكمال ، لازم الخلوة ، واستأنس بالخالق عن الخلق في عزلة ، فبرع في الكمال ، واستغل بخلوته بالقرآن الكريم وألف من الكتب والقصائد ما يأخذ بحسنه مجامع القلب السليم ، مجلسه مجلس علم وأدب ، كان بارعاً في علم التفسير ، والحديث ، والفقه ، والتصوف والطب ، وعلم الكلام ، والمواريث ، والشعر ، وغير ذلك .
عاشر الفقراء واستمر بالإرشاد بحدود أربعين سنة، وكان يجيز المريدين في الطريقة القادرية ، تخرج به حسن بن إسماعيل الذي حصل منه إجازة في الذكر ولبس الخرقة وأخذ عنه الطريقة القادرية نورالدين البريفكاني بحدود سنة( 1220هـ/1805م) ، ثم عاد وأخذ عنه إجازة الخلافة في الطريقة ، وقد كان هذا يفضله على بقية مشايخ وقته ، والشيخ عبدالرحمن بن زين العابدين الموصلي ، ومحمد الخباز الموصلي وغيرهم .
من مصنفاته التي وصلتنا تذكرة الألباب ونصيحة الأحباب صنفه بعد أن تجاوز الأربعين ، وتعليقة على مقدمة علم الهدى وأسرار الاهتداء وفي مكتبة الأوقاف الموصل مجموع خطي ضخم يضم (111 ) نصا كتأبياً بين رسالة في التصوف ومقالة وقصيدة ودوبيت وتخميس وإجازة وفتوى وشرح ونقولات في شتى المواضيع كتبها واستنسخها في سنوات مختلفات عرفنا منها : 1213 ، 1220 ، 1224 ، 1231هـ .
ثم قصد بيت الله الحرام وزار المصطفى صلى الله عليه وسلم وكتب في طريقه الآثار والرسوم المكية والمدنية ، ولما رجع إلى الموصل اجتمع به العلماء واستأنس بمجلسه الفقراء ثم دعي الشيخ بالرحلة إلى ربه فاستجاب ومات عن عمر ناهز السبعين ودفن في شهر رمضان في ساحة زاويته وكان ذلك في سنة (1231هـ/1815م) وكانت تكيته تقع في محلة عبدو خوب وهي محلة مشهورة في الموصل وله آثار يطول شرحها ([1]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق