الأحد، 3 يونيو 2012

نور الدين بن عبدالجبار بن نورالدين البريفكاني


نور الدين بن عبدالجبار بن نورالدين
البريفكاني
 (1200-1268هـ /1785-1851م)
العالم الفاضل والمرشد الكامل المكمل النبيل شيخ مشايخ بريفكان المشهور بأبي صافية الشيخ نور الدين بن الشيخ عبد الجبار بن الشيخ نورالدين ابن الشيخ أبوبكر ابن الشيخ زين العابدين ابن الشيخ شمس الدين القطب المهاجر من قصبة (خلاط ) القريبة من بلدة ( وان ) إلى قرية        ( بريفكا ) وأجداده الأوائل ينحدرون من البيت النبوي المحمدي الشريف وسكن هناك واشتغل بخدمة العلم والدين ، اختلف في تاريخ ميلاده ، فاكثر من ترجم له ذكر أنه ولد سنة( 1205هـ /1790م)  في قرية( بريفكا) في حين يرى اخرون أنه ولد سنة( 1200هـ/1785م) ، وقد جاء في آخر قصيدة نظم الدرر للمترجم له أنه فرغ منها سنة( 1231هـ/1815م) وعمره في مقدار ثلاث وعشرين أو أربع وعشرين سنة وهذا يعني أن ولادته تكون في حدود سنة (1207هـ /1792م)أو 1208هـ ، وكان أصغر ثلاث أخوة : عبدالله ومحمد أمين ، والمترجم له ، وقد نشأ في أسرة معروفة بالمشيخة والتدين ومشهورة بانها تنتسب الى الامام علي رضي الله عنه.
 قام والده الشيخ عبدالجبار بتربيته وتدريسه  القرآن الكريم وبعض الكتب المهمة المنهجية يومئذ وفيها مات والده عبدالجبار سنة( 1231هـ/1815م)  ، يقال أنه حفظ القرآن الكريم وهو في عمر العاشرة ثم رحل الى طلب العلم وقصد عدة اماكن منها العمادية والموصل قدمها شاباً في حدود سنة (1220هـ/1805م) التي كانت تعج يومئذ بالعلماء والمشايخ ، ودرس عند كثير من العلماء الأفاضل منهم مولانا يحيى المزوري وعبدالرحمن الدباغ والملا عبدالرحمن عيسى الموصلي والعلامة يوسف الرمضاني وحسن الحبيطي ، والشيخ سليمان الكردي البرويني ودرس فيها إلى أن تكامل واستوى .
اما شيوخه في الطريقة : فانه أخذ الطريقتين القادرية والنقشبندية ، فضلاً عن الطريقة الخلوتية التي كانت طريقة جده الاعلى الشيخ شمس الدين الاخلاطي ، الا أن آل أمره الى الطريقة القادرية التي أخذها من الشيخ الحاج محمود بن عبدالجليل بن مصطفى الخضري الموصلي الكردي ، وكان مرشداً في الطريقة القادرية وسلك فيها ثُمَّ رحل إلى كردستان وانقطع في الجبال والمغارات بعيداً عن الناس ينام على الثلج وتحت لهب الشمس ، وبعد مدة العزلة التي استمرت( 12 ) سنة عاد إلى الموصل وأخذ عن شيخه القديم الخضري الموصلي إجازة الخلافة في الطريقة إي القادرية سنة( 1232هـ/1816م)  والتقى كبار شيوخها ورحل إلى كردستان وأخذ الطريقة النقسبندية بحدود( 1220هـ/1805م) وهو دون العشرين من الشيخ عبدالوهاب بن علي الشوشي الذي كان خليفة للشيخ خالد النقشبندي ومقرباً لديه أول الامر ، الا انه حدثت منافرة بينه وبين الشيخ عبدالوهاب فترك طريقته وهاجمه بل وهاجم شيخه خالد أيضاً واتهمه بالمروق ،  ثُمَّ قدر الله أن يأتي الشيخ  نور محمد الهندي النقشبندي إلى العراق والتقى به في أطراف بريفكان فتمسك به على آداب الطريقة النقشبندية ففتح الله عليه وشرح صدره ويسر أمره وأوصله إلى مقام القرب والحضور وأجازه شيخه للإرشاد فصارت مشيخة الشيخ نور الدين رحمه الله تعالى من ملتقى النورين القادري والنقشبندي وصار مجمع البحرين فارشد الناس وأفاد وأجاد وخدم الدين والعباد .
 امَّا الطريقة الخلوتية فكان قد أخذها من والده السيد عبدالجبار ، سافر الى بغداد سنة( 1234هـ/1818م) وقصد الحضرة الكيلانية وهناك جدد أخذه للطريقة من شيخ اسمه عبدالقادر تتصل سلسلته بالشيخ عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر الكيلاني ، وكانت له كرامات ظاهرة وخوارق باهرة وكشوفات زائدة وبذلك أصبح قدوة للمسلمين ومرشداً للطالبين السالكين وكانت له جذبات روحية وكلمات فتوحية وإمدادات إلهية بحيث استولت على أنفس أتباعه ومريديه والسكر والهيام رحل نورالدين إلى ( ايتوت) من قرى كردستان العراق وانصرف للوعظ والتأليف وأفتى في المناطق الكردية على المذهب الشافعي وفي سنة( 1240هـ/1824م) عاد إلى بريفكان موطنه وأهله واستقر فيها حتى وفاته في آخر ليلة السبت من اوائل شهر ربيع الآخر من سنة 1268هـ الموافق شهر كانون الثاني من سنة 1851م ودفن فيها .
قام بنشر الطريقة القادرية في ربوع منطقة بهدينان ، فعظم أمره ، وذاع صيته ، وعرف بزهده وبعده عن الأمراء والحكام وقد قصده المريدون من شتى انحاء كردستان وخارجها ، من أبرزهم : ابن أخيه الشيخ محمد بن عبدالله البريفكاني ، وعبدالحميد الاتروشي ، وعلي الكليرماني ، ومحمد نوري الموصلي ، وعثمان افندي الرضواني ، وحسن الحبار الدركزلي ، والشيخ اسلام الشوشي والملا حامد البيسري الدوسكي وغيرهم كثير .
كان قد تزوج من حليمة خاتون بنت الشيخ فيضي الكليرماني فأنجبت له ثلاث بنات هن : بيروز وتزوجت من ابن أخيه الشيخ محمد ، وفاطمة وتزوجت من خليفته الشيخ عبدالحميد الاتروشي ، وصافية ولم تتزوج بل كانت تقوم على خدمة والدها .
وله أكثر من ثلاثين مؤلفاً منها  : آداب الخلوة والسلوك ، بغية الصوفية ، بيان بعض مزايا الخلفاء الأربعة ،  رسالة في حكم الدخان ،  منهاج السالكين في التصوف ، مناقب الغوث الاعظم ، ترجمة من الفارسية وزاد عليها ، تلخيص الحكم ، ضمنها الحكم العطائية وشروحها ، توضيحات بلسان الأكراد على قصائد ورمزات الجد الشهير القطب الرباني الشيخ شمس الدين القطب ، صاحب الدواوين العجيبة بلغة الأكراد الحاوي على رموزات محكمة المغاليق .
 له ثلاثة دواوين شعر بالكردية والعربية والفارسية التي كان يجيدها جميعاً طبع ديوانه الكردي أكثر من مرة ، ونشر كثير من قصائده العربية كذلك . وله أراجيز وتخاميس في التصوف ([1]).



([1]) عقد الجمان ، 1/197-201؛ علماؤنا في خدمة العلم والدين ، ص 604-605  ؛ موسوعة أعلام الموصل ، 2/299.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق