السبت، 26 مايو 2012


الحاج أحمد الصالح الجبوري
(1934ـ 2005م)

      ولد الشيخ أحمد صالح محمد أحمد الجبوري ، في سنة  1934 في قرية المخلط التابعة لناحية النمرود محافظة نينوى ، نشأ يتيماً ، مات أبوه وهو طفل صغير حيث تولت تربيته أمه ، ولعدم وجود مدرسة في قريته دخل الدراسة الابتدائية في مدرسة السيد حمد ، وكانت نتيجته في الصف السادس الابتدائي ، الأولى على المنطقة الشمالية ، انتمى إلى الحركة الإسلامية في نهاية الخمسينات ، فقد ساهم في بناء أكثر من سبعة عشر مسجداً في المنطقة ( ناحية النمرود ) .
      وكان ـ رحمه الله ـ مكثراً من إهداء نسخ المصحف الكريم إلى أهل منطقته ، حيث قام بنشر الإسلام الوسطي بين أبناء القرى المحيطة بالنمرود وتمخضت جهوده الحثيثة في إيجاد صحوة إسلامية تتبنى الإسلام ديناً ودوله عقيدة شريعة ومنهج حياة وكانت آثار جهوده في نشر الإسلام والفكر المعتدل الوسطي مجموعة كثيرة من الشباب والشيوخ أيدوا هذا المشروع .
        كان الشيخ ـ رحمه الله ـ رجلاً مصلحاً في المنطقة وخارجها فقد ساهم في الإصلاح في كثير من القضايا العشائرية وكان رحمه الله يجمع الناس في دارهِ في فترة الستينات من القرن الماضي وما بعدها لإقامة شعائر صلاة الجمعة اذ لم يكن يوجد مسجد في القرية والمنطقة بكاملها آنذاك.
      كان رحمه الله ذا همة عالية , يحث الشباب أن يؤدوا الدور الذي كان يؤده في الدعوة إلى الله حيث كان يزور أصدقاءه وإخوانه في كثير من القرى وقد قارب من السبعين عاماً .

كان دعاية فذاً ديناً وإنساناً صادقا ممتلئ قلبه بحب الإسلام وأهله ، وقد حظي باحترام الناس في قريته ومنطقته فاستحق التقدير والثناء عليه ، لما بذله من جهود مخلصة وصادقة في خدمة دينه ، فكان رحمه الله تعالى محافظاً على شعائر الإسلام عاملاً على إحيائها بين الناس ، وكان شخصية اجتماعية واسعة العلاقات العشائرية والدينية في داخل المحافظة وخارجها وكان رحمه الله جريئاً وشجاعاً ومقداماً  من الطراز الأول ، فضلا عن جهوده الدعوية البارزة كان له نشاط اغاثي إنساني ، وكان رحمه الله يهتم كثيراً بأمر المسلمين في كل بقاع العالم وكان يتألم لما يصيب المسلمين من نكبات وجوع واحتلال حيث كان دائماً يردد قول الرسول ( e ) : (( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ))
      كان رحمه الله يقدم المساعدة للأرامل والأيتام . وكان يقضي حاجات الناس فقد رزقه الله محبه الخلق وكان عندما يتقدم بطلب إلى احد المسؤولين لا يتردد المسؤول بتنـفيذ هذا الطلب بسبب ما وهبة الله من وجه رباني فكل من رآه احبهُ واحترمهُ .
      كان كثير الصلة بإخوانه وأقربائهِ وكان رحمه الله هو المبادر في الزيارات وكان يزور العلماء ومن إخوانه العلماء ذنون البدراني (رحمه الله) والشيخ إبراهيم النعمة ، والأستاذ مزاحم عبدالله الأستاذ في جامعة الموصل ، وكذلك الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الصفار ، ومن إخوانه المقربين إلى قلبه الصيدلي الشهيد  عمر محمود عبدالله (رحمه الله) ، والدكتور محمد شاكر الغنام والكثير من مشايخ الموصل .
      حمل فكرة الإخوان المسلمين ، في بداية شبابه في زمن مرت فيه على العراق مختلف التيارات ولا سيما منها التيارات القومية والشيوعية ولكنه صمد مع إخوانه من الدعاة في مدينة الموصل بوجهها جميعاً واستمر بنشر فكرة الإخوان في منطقته حتى استشهاده رحمه الله .
        لاقى في مسيرة حياته صعوبات كثيرة فقد تعرض لضغوط كثيرة من قبل خصوُمه بسبب ما يحملهُ من فكر معتدل أبعدوه عن المنابر في كثير من الفترات لكن بصبرهِ وتفانيه في خدمة دينه كان يدعوا الناس إلى الصلاة وإلى عبادة الله في كل مناسبة وكان لا يمل من الدعوة إلى الله بالرغم مما كان يتعرض لهُ وخاصة في أيامه الأخيرة وكان يردد قول الله تعالى ) وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ( ، في اليوم الذي استشهد فيه صلى الفجر جماعة في مسجد القرية ثُمَّ أمّ المصلين ظهراً في ﮔراج الـﮕوير ثُمَّ بعدها ركب السيارة متجهاً إلى بيته تبعه مجموعة من المسلحين ، فأنزلوه من السيارة ثم قتلوه عند مفرق دوميز ، فقد ذهبت روحه الشريفة إلى بارئها في اليوم السابع من شهر رمضان الموافق 10 / 10 / 2005، لهُ زوجتان وعشرة أبناء وسبع بنات وأكثر من خمسين حفيداً .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق