الجمعة، 25 مايو 2012

محمود بن ملا مصطفى بن ملا رشيد


محمود بن ملا مصطفى بن ملا رشيد
اليوسفي
( 1930م  ـ   )
        محمود بن ملا مصطفى بن ملا رشيد  بن الحاج مصطفى المُكنى بأبي نجيب ولد في عام 1930م  تقريباً ، من الأسرة اليوسفية الشهيرة في منطقة بهدينان ، وهي تنسب إلى جدها الأعلى الشيخ يوسف الكيستَيي البرواري الأصل الزاخولي الموطن الذي نصبه بدر خان بك البوطاني أمير جزيرة بوطان ، حاكماً على زاخو في سنة 1843م إلى 1848م هناك فلما فشلت الثورة ألقي القبض عليه وسجن في مدينة زاخو وصُدرت أملاكه وأملاك أخوته الثلاثة الملا أحمد والملا طه والملا مصطفى .
فهو من بيت علم ودين فأبوه وجده كانا من العلماء ، وبعد بلوغه حد التمييز ختم القرآن الكريم عند والده مع كتاب ( نهج الأنام ) لملا خليل السعردي في العقيدة وكتاب (نوبهار ) لأحمد الخاني ، ثُمَّ أخذه خاله ملا أحمد بن ملا رمضان إلى طلب العلم فدرس عنده مبادئ الصرف والنحو والمنطق ودرس بعد ذلك في سوريا عند الشيخ إسماعيل الياس([1]) جزءاً من تفسير البيضاوي وكتاب عبدالله يزدي في المنطق كما درس عند الشيخ أحمد عبدالخالق العقري إمام جامع زاخو الكبير كتاب شرح الشمسية في المنطق وذلك في سنة 1949م، ثُمَّ ذهب إلى (ناحية ليلان) في محافظة كركوك فدرس كتاب شرح النسفية في العقيدة عند الأستاذ ملا علي ـ رحمه الله ـ ورجع في سنة 1950م إلى دهوك فدرس كتاب مختصر المعاني عند الأستاذ ملا هادي المفتي ورجع مرة أخرى إلى الشيخ إسماعيل فدرس عنده كتاب جمع الجوامع في أصول الفقه وكتاب تهذيب الكلام وأخذ منه الإجازة العلمية سنة 1954م وأصبح إماماً لقرية( كلهي ) التابعة لناحية زمار فاقبل عليه طلاب العلم واستمر في تدريس الطلاب إلى أن دخل الدورة الخاصة برجال الدين التي اصبح بعد اجتيازها معلماً في المدارس الحكومية .
في سنة 1959 دخل دورة تدريسية في الموصل ضمت مائة عالم من علماء الأكراد وذلك لغرض تعيينهم كمعلمين لمادة الدين واللغة العربية فبعد أن إجتازها ، عُيّن معلماً في مدرسة ماسكة التابعة لناحية زمار سنة 1960-1961 ، ثُمَّ نقل إلى قضاء الصويرة في محافظة واسط منفياً ويداه مكبلتان في الحديد ، وذلك بسبب شجار مع أحد الآغوات المتنفذين الذي اغتصب الأرض الزراعية التي كانت عائدة إلى عائلة الشيخ محمود بعد أن سجلها رسمياً باسمه وبدون علم من أهلها،وذلك لان الأغوات كانوا لا يسجلون باسم الملالي الأرض لأنهم يعدون أصحاب مهن وكانت عائلة اليوسفي مشتهرة بالعلم ، وبقي في المنفى لمدة خمس سنوات يقوم في كل صباح ومساء بالتوقيع في مركز شرطة الصويرة لإثبات وجوده في المكان ،
وبعد عودته الى قريته في سنة 1966، لم يطب له العيش فيها بعد أن ضاع حقه ظلماً ، قدم طلباً إلى مديرية تربية نينوى للنقل إلى أقرب مدرسة من مدينة الموصل التي اتخذها سكناً له ، وفي الطلب أراد أن ينقل إلى مدينة الموصل أو إلى قرية تكون فيها ثانوية كي يدرس ولده وشقيقته فيها ، ولكن مدير التربية الأستاذ نجيب الخفاف ، قام بنقله إلى أبعد مدرسة في المحافظة إلى مدرسة الزوية في قضاء الشرقاط ، فلما استلم كتاب النقل واستعلم عن مدرسته الجديدة وجد أنها تتبع قضاء الشرقاط ، فلما وصل إلى القضاء علم أنها قرية نائية بعيدة عن القضاء وعن طرق المواصلات ، وكتب في ذلك قصيدة يصف عدم تقدير الموقف الإنساني له من قبل مديرية تربية نينوى ولم تراع وضعه الاجتماعي ، وفي سنة 1969 نقل إلى مدرسة الظاهرية في ناحية زمار ، وفي سنة 1970 نقل إلى مدرسة تل كيصوم وكتب في ذلك قصيدة أيضاً يصف وضعه فيها .
 وفي عام 1985 نقل إلى محافظة السليمانية مع ( 31 ) معلماً من العلماء وكان معه في هذا النقل كل من الأستاذ عبدالرحمن الكوفي وعبدالرحمن صالح وصابر الزيباري وغيرهم ، ولكنه في نفس السنة نقل إلى مدينة دهوك وبقي في التعليم حتى سنة 1986م ، حيث أحيل إلى التقاعد بناءاً على طلبه ، فسكن حي الكرامة في الموصل واشتغل بتدريس من يقصده من طلاب العلوم العربية والدينية ولازال مستمراً على التدريس الى حين كتابة هذه السيرة. 
كان مثالاً للعالم العابد الداعية ومستمراً في إلقاء دروسه في جامع الكرامة مابين صلاة المغرب والعشاء لسنوات عديدة ، وأخذ على يديه العديد من الطلاب وكنت ممن أخذ عنه في سنة 1995م حيث درست عليه كتاب عزي في الصرف وقسم من كتاب الأنموذج للزمخشري في النحو ، وكانا مكتوبين بخط اليد فأردت تغييرهما إلى المطبوع ، ولكنه رفض ذلك وقال: إن هذا سوف يعينك مستقبلاً على دراسة الكثير من الحواشي والكتب المخطوطة لأنك سوف تتمرس على قرائتها ولن تلاقي صعوبة في قراءة مثل هذه الكتب مستقبلاً ، فكان هذا مما سهل لي قراءة الكثير من المخطوطات التي لم أُلاقِ صعوبة في قراءتها لأني اعتدت على ذلك وكان الفضل يعود إليه.
عمل عضواً في المجلس العلمي أوقاف الموصل في عام  2006 واستقال منه بعد استشهاد ملا أكرم سعدي ـ رحمه الله ـ على أيد شريرة حيث كان المرحوم أيضاً عضواً في المجلس العلمي ، وكان عضواً في اتحاد علماء كردستان فرع الموصل . 
        وفي سنة 2003م أنشئت في مدينة الموصل جمعية أهل الحديث فكان أحد مؤسسيها وكانت الغاية من تأسيسها نشر العقيدة السلفية الصحيحة بين المسلمين وتخريج كوكبة من حاملي هذه العقيدة ليكونوا أئمة وخطباء في الجوامع ليتعاونوا على أبطال البدع التي انتشرت في المساجد ، وأصدرت الجمعية مجلة شهرية باسم سبل السلام الذي كان رئيس تحريرها ، ومجلة أسبوعية باسم الهدى ، وأخرى باسم الجامعة فتَمَّ ذلك بعون الله  وبعد اضطراب الأحوال في البلد ترك الجمعية والمجلة وعضوية المجلس العلمي في أوقاف الموصل بعد مقتل الشيخ أكرم سعدي عضو المجلس المذكور ، وترك هيئة علماء المسلمين بعد أن كان أحد أعضائها المؤسسين وجلس في بيته عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : (ستكون فتن كقطع الليل المظلم القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو ملاذاً فليلجأ إليه ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
وانشغل بعد التقاعد بتدريس الطلاب الراغبين في مختلف العلوم حتى اضطراب النظام بعد السقوط واستولى المحتل على مقاليد الحكم في العراق حيث أصبح خطر الاعتقال الكيفي عند كل باب مسجد وأعتقل الكثير من العلماء والمواطنين الأبرياء فأخذوا من بيوتهم ومن مساجدهم فترك التدريس ، ثُمَّ عاد إليه مرة أخرى .
تلاميذه :
درس على يديه تلامذة عدة إلا انه أجاز القليل منهم وفي مقدمة هؤلاء الذين أجازهم : أبو شعيب ، أحمد سلامة ، وأبو عبدالله جميل ، وأبو الحارث ، وأبو بكر الوراق ، وملا أحمد كريم أبو سردار .
مؤلفاته :
        كتاب في مناسك الحج والعمرة تحت اسم شوق إلى الديار المقدسة مطبوع في سنة 1990 في مطبعة الرشيد بغداد ، حاشية على الرسالة اللطيفة للشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تحت عنوان ( الروضة المنيفة على الرسالة السعدية اللطيفة ) في أصول الفقه ، حاشية على العوامل الفتحية في النحو تحت عنوان التعليقات المرضية على العوامل الفتحية ، حاشية عل كتاب الظروف في النحو ، ثلاثة دواوين مطبوعة باللغة الكردية .
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نظماً باللغة الكردية عليها شرحان عربي وكردي ( مخطوط ) تحت عنوان المصطفى من جهاد المصطفى     ( مخطوط ) ، قصيدة نونية مؤلفة من (191) بيتاً في الحث على التمسك بالكتاب والسنة تحت عنوان ( عليكم بالسنة فان السنة مفتاح القرآن ) ، حياتي قصيدة شعرية باللغة الكردية في أكثر من ( 443 ) بيتا ً ( مخطوط ) كتاب في مبحث الصلاة هو شرح لأرجوزته ( كيف عزيزي المسلم تصلي كما رأيت المصطفى يصلي ) اشترك في الكتابة بمجلة براڤ التي كانت تصدر في دهوك من العدد (9) إلى حين توقفها عن الصدور في العدد (28) ، وغير ذلك من البحوث القصيرة .


([1])  هو إسماعيل عبدالله الاسم الرسمي له ولكن الاسم الحقيقي هو إسماعيل الياس ولد في قرية ديركا جياسي مازى في تركيا وقدم إلى العراق ودرس على علماء الشمال ، وسكن محلة كيسته في دهوك ، أخذ الإجازة العلمية من الشيخ أحمد عبدالخالق العقري في 1/9/1940 وكانت بتسلسل ( 40) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق