نافع عبدالله يونس
( 1945- )
نشأ منذ نعومته على حب الله ، وطاعته فهداه
الله بنوره ، فسلك طريق الرشاد وترعرع بين تحصيل العلم والتدريس وقضى ردحاً من
الزمن بين العشرات بل المئات من الكتب النفيسة ذات الطابع الديني والتربوي والعلمي
.
ولد في سنة 1945 في محلة رأس الكور كان
والده يعمل في البناء ويشرف على تربية أولاد أخيه المتوفى مع أولاده فرعى
العائلتين خير رعاية رحمه الله . وعندما بلغ الأستاذ نافع الخامسة من عمره ادخله
والده عند الملا فهد في جامع بكر أفندي ليتعلم القرآن فنهل قسطاً من القرآن وتعلم
القراءة وحفظ بعضا من آيات الرحمن .
بعد ذلك دخل المدارس فكان في الابتدائية في
مدرسة أبي تمام القريبة من بيت توحلة آنذاك ثم أنهى المتوسطة في متوسطة الحدباء
وأنهى الإعدادية في الإعدادية المركزية ، لم يرغب في إكمال دراسته في التعليم لكن
رغبة والده كانت سبباً في دخوله سلك التعليم وهكذا كان ، وتمَّ تعيينه في العديد
من المدارس في المدينة حتى بلغت خدماته التعليمية ستاً وعشرين سنة ، قضى منها نصف
هذه السنيين مديراً لمدارس متعددة ، وعرف
بخلقه القويم وقابليته الإدارية وأمانته العلمية ، وحرص أن تكون المدرسة هي مفتاح الاستقامة للطلاب
، هادئ الطبع قويم الأخلاق ، سليم النية وصادق الحديث ، سلس اللسان سهل التعامل
محب للرحمن وبهذا عرف خلال مسيرته التعليمية واشتهر بالقراءة والتعلم والحفظ كان
لايترك الكتاب لحظة حتى ولو كان على مائدة الطعام .
ولع ولعاً شديداً بحفظ الأحاديث النبوية
وأخذت جزءاً كبيراً من جهده ووقته حتى كان يكتب على ورقة صغيرة من الكارتون وعندما
يركب السيارة أو يمشي في البيت ، كان يراجع الحديث ويحفظه عند وصوله إلى الدار
وشاءت الإرادة الربانية أن يتعلم العلوم الشرعية فعكف على دراستها ولا سيما الحديث
والفقه، فكان يجلس عند الشيخ ذنون البدراني ـ رحمه الله ـ لينهل من مكامن علمه ويتأدب بأدب العلماء في
شبابه كان الشيخ بشير الصقال ـ رحمه الله ـ العالم الجليل والخطيب البارز رمزاً له
فأحب خطبه واستمع إلى الكثير منها وعلق في ذهنه ما علق من حوادث وذكريات وما
استفاد منها من مواقف ومواعظ فلذا نراه متأثراً بالشيخ بشيرالصقال ـ رحمه الله ـ .
في سنة 1989م طلب منه السيد غانم طه أبو
غزوان أن يخطب في جامع قبع فلبى النداء لأنه قد وصل إلى حد التمكن من أن يقف بين
الناس واعظاً ومرشداً وخطيباً وهكذا كان .
نهج
الشيخ أبو معاذ الوسطية في الدعوة والإرشاد التي من خلالها بدأ تأثر المصلين بهذا
النهج المبارك المتسم بوحدة المسلمين وتطلعاتهم السليمة في الدعوة إلى الإصلاح
والهداية .
فكان داعية مباركة ، وتزاحم المصلون على
الجامع ولم يبق مجال للكثير منهم فوسع الجامع ببناء ملحق له ليساعد هذا الملحق على
احتواء الأعداد المتزايدة من المصلين الذين يفدون إلى الاستماع إليه .
جالس كبار العلماء والمحدثين وكان مساء كل
جمعة يجتمع في مسجد الخزازي بجمع من الناس ليلقي إليهم ملخص خطبته التي كان ألقاها في جامع قبع والى
جانبه الدكتور إدريس الحاج داود والشيخ صلاح الدين عزيز مجيد رحمهما الله والأستاذ
حازم عبدالله.
في مجال التأليف:
لم يقدم مطبوعات ، بل لديه العديد من
المخطوطات الموثقة بمواضيع تحت اسم ( أجمل ما قرأت ) من الكتب والبحوث والمواعظ
حيث سلك هذا النهج بناءا على نصيحة من الأستاذ عثمان عبدالرحمن رحمه الله الموظف
في المكتبة العامة في الموصل آنذاك وهذه الوصية أتت ثمارها ونضجت وهي في متناول
شيخنا أطال الله عمره ([1]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق