ليلى والذئب
ألقيتها في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة في جامع الهدى سنة 2007.
قصة ليلى والذئب ندرسها لأبنائنا في المدارس كي يتعرفوا من خلالها على أن في هذا العالم ذئاب بلباس حملان لعلهم مستقبلا لا ينخدعون باللباس وإنما ينظروا إلى الأفعال لا إلى الأقوال . ولكن بعض أبناء الوطن لايعون فينساقون خلف الذئب ويدخلونه إلى بلادهم فليلى بلادي أدخلت الذئب إلى دار الجدة وحاربت لأجله الأهل والأصدقاء وقتلت لأجله الأقرباء وسفكت لأجله الدماء وهدمت لأجله دار الجدة وأهل الدار يصرخون ياليلى لاتغتري به سوف يأكلك بعدنا ولكن ليلى بلادي لاتصغي لهم . صور الشاعر عبدالرزاق السعيدي هذه القصة في قصيدة له فأحببت أن أشارك بها لعل ليلانا تعي وتصحو .
ليلى والذئب
وإذا تمضي بدرب الغابة الخضراء ليلانا
وضمّت دونما صد
إلى أحضان بلوانا
وذئب الحقد ياليلى
أماط القول عن خبث
أمام الضعف تيهانا
وهذا الئب ياليلى
جريءٌ
بباب الجدة البلهاء لم يخفِ
ملامحهُ
وعوّى دونما خوف
للُقيانا متى تصغين ياليلى ؟
وخصمك لم يعد ذئباً
وحيداً أياليلى
جراء الغدر قد كبرت
وما كانت لتنسانا
فأدلى الدلو واردهم
فصاح الدلو من فرح
أيا بشرى
كثيراتٌ ... كثيرات ٌ
وفيراتٌ
عيون النفط ..يا بشرى
مليئاتٌ
جميلاتٌ
حبيباتٌ
فطوبى للعباد ..وعزّاً للبلاد
وليلى الآن مطعامٌ
لأسراب الجراد
متى تصغين ياليلى ؟
***
لهيبٌ باردٌ صوتي
وجرحٌ ثائر صمتي
بأعماق الجراحاتِ
أنينٌ من عذاب اللوح والقلم
وليلى الآن يألمي
تهددني تشرّدني
تقتلني
بأمر الكفر والصنم
فما أخشى
على نفسي عذابا
أنا أخشى
على ليلى الخرابا
وان الذئب ياليلى
قبيحٌ
كقبح القبح والعفن
كريهٌ
كوجه الكفر والوثن
ذميمٌ
كذلِّ الضعف والوهنِ
فما أخشى على نفسي
أنا أخشى على ليلى
متى تصغين ياليلى ؟
***
قوافي الشعر ياليلى
جديراتٌ
بحمل العبء عن قلمي
وقول الشعر ياليلى
تفاهاتٌ إذا ما كان تضليلاً
وتلفيقاً
بنور الصدق لم يُجر
أسلّ الحرف من قلبي
لكي يثمر
فتورق تحت همس الجرح أناتي
وتثمر من عذاباتي
فليلى في ربيع العمر أم تزهر
متى الأزهار ياليلى ؟
وتلك البئر لم تقتر
ومثل الصخرة الصمّاء ليلانا
فما نظمت لنزف الجرح الحانا
ولم تُشعِر
متى تصغين ياليلى؟
قوافي الشعر ياليلى وضيعاتٌ
إذا الأجفان لم تدمع ذبيحاتٌ
إذا الآذان لم تسمع
ذميماتٌ
إذا الأحجار لم تصدع
بذيئاتٌ
إذا الأبدان لم تخشع
ذليلاتٌ
إذا الأبناء لم تُهرَع
فما تخشين من حرفي
وبيت الشعر لم ينفع ؟
متى تصغين ياليلى؟
عجيباتٌ
هي الأيام ياليلى
لِمَ الأسياف لم تُشهر
وهولاكو
يشنّ الآن هجمتَهُ
بحقد ظالم اغبر
وشعبي منصتٌ أبدا
لأبواق الخلافاتِ
وفكر عالقٌ بددا
بأدران النزاعات
فما تخشين من قولي
وسيف الحزن لم يُكسر ؟
متى تصغين ياليلى؟
فما أخشى على نفسي عذاباً
أنا أخشى على ليلى
أنا أخشى على وطني الخراب
فياوطني متى تضغي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق