إسماعيل بن محمد نودهي
الحسيني البرزنجي
( 1081 ـ 1158هـ /1670 ـ 1745م)
هو الشيخ المرشد العالم الفاضل الجليل الشيخ السيد الحسيب النسيب الشيخ إسماعيل بن السيد محمد نودي , بن السيد علي , بن السيد رسول , بن السيد سيدي , بن السيد رسول , بن السيد قلندر , بن السيد سيدي , بن السيد عيسى , بن السيد حسين , بن السيد بايزيد , بن السيد عبد الكريم , بن السيد الكبير عيسى البزرنجي الحسيني , رضي الله عنهم أجمعين آمين.
ولد صاحب الترجمة في قرية ( نودى ) التابعة الى محافظة السليمانية في سنة ( 1081هـ/ 1670م).
تربى في عائلته الدينية المحترمة ثُمَّ دخل في قراءة القرآن الكريم فختم ثُمَّ اشتغل بالكتب المتداولة الأعتقادية والأدبية الصغار , ثُمَّ بقراءة الصرف والنحو متدرجاً إلى سائر العلوم حتى وصل مستوى المعتاد .
ثُمَّ تتلمذ على والده الماجد الشيخ محمد النودهي في الطريق القادرية وبلغ حد الخليفة فاستخلفة وبعد مدة سافر إلى سوريا .
ولقيَّ المرشد الكبير الشيخ أحمد الأحسائي المقيم إذ ذلك في التكية الواقعة في محل رأس القرية على شط دجلة , المعروفة بالتكية الأحسائية في ذلك الوقت , وبالتكية الخالدية في عصرنا هذا ، ولما تشرف بلقاه تمسك بطريقته وسلك على يده , وفي مدة وجيزة استفاد منه الآثار الباهرة , والأنوار الظاهرة , واستخلفه أيضاً فرجع إلى كردستان , واستقر في قرية ( قازان قايه ) مدة من الزمن , ثُمَّ انتقل إلى قرية وليان القريب منها .
واشتغل بالإرشاد والإفادة للمسلمين فاستفاد منه عالم كردستان , واستفاد عظيمة , وقد صادف إنَّ زاره الأمير أحمد بگ الزنگه نى ، المؤيد من جانب السلطان العثماني , فأعطاه قرية (وليان) , كما أعطى أخاه الشيخ حسن ( گله زرده ) قرية گله زهرده لإطعام السالكين والفقراء .
فبقى الشيخ إسماعيل في قرية( وليان) كما بقى الشيخ حسن في قرية ( گله زهرده ) , واشتغل بالإرشاد والوعظ والإفادة مدة مديدة , ثُمَّ انتقل إلى القرية ( ريفية ) ـ لعلها روفيا ـ الواقعة قرب القرية (عقره) , وبقى مرشداً للمسلمين فيها إلى إنَّ وافاه الأجل سنة (1158هـ/1745م) .
خدمه الشيخ عبدالجليل الخضري ـ سبع سنوات , وظهرت بركته عليه, وبايعه ولقنه الذكر , وألبسه خرقة الخلافة , وأجازه بتربية المردين في طريق الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره , وأوقع الله تعالى القبول التام عن الخاص والعام , وكان إذا بايع المريد تسود يده الشريفة إلى مرفقه , أو إلى ابطه , أو أكثر , وبعد ساعة يزول ذلك السواد , وكان قدس الله سره قد طرقه الحال صغره , فلما كبر كان يذهب إلى الجبال ويمكث الأيام الكثيرة ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام ، ثم بعد مجاهداته قدس سره هاجر الى دار السلام بغداد , وأخذ الطريق من الشيخ أحمد اللخياني .
وفي سنة (1158هـ/1754م ) خرج من وطنه قرَّة داغ إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين في الموصل , فلما وصل إلى قرية نينوى من أرض الموصل دخل إلى زيارة النبي يونس u ،ومكث يعبد الله سبحانه وتعالى في حضرته أربعين يوماً ولمَّا كمل الأربعينية مرض فأوصى بأن يدفن في تربة الشيخ جنيد من أولاد الشيخ عبدالقادر الكيلاني رضي الله عنهما ، ثم تُوفي الشيخ إسماعيل , فدُفن كما أوصى في تلك التربة مجاوراً للشيخ جُنيد بقرية اسمها رقيا ـ روفيا حالياً ـ تابعة إلى قضاء عقرة على مقدار مرحلتين عن الموصل ،والآن هناك قبره ظاهرٌ يُزار , يقصده الكبار والصغار , ثم أرسل الوزير المرحوم الحاج حسين باشا الجليلي صاحب الموصل حجارة الرخام لعمل قبره الشريف , وكان الشيخ من كبار الأولياء إرشاداً وتوجيهاً وخدمة عامة للمسلمين , وقد ربى أُناساً كثيرين من العلماء الفضلاء والصلحاء ومنهم أخوه الشيخ حسن وأبن أخيه الشيخ محيي الدين وغيرهما وكتب على القبر هذه الأبيات:
لَقَد ضَمَّ هَذَا اللّحد عَالِم عَصْرِه | | فَتىً بين أهلِ الحقِ كان مقدَّما |
إِمَامُ بِأَنْوَارِ الشَّريعَة قَد رَقَا | | وَبَحرٍ بِأسرَارِ الحَقيقَة قَد طَمَا |
سمي ذبيح الله الرخت مادحاً | | لفقدك إسماعيل قد بكت السما |
| |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق