الأحد، 3 يونيو 2012

إسماعيل بن محمد نودهي الحسيني البرزنجي


إسماعيل بن محمد نودهي
الحسيني البرزنجي
( 1081 ـ 1158هـ /1670 ـ 1745م)
هو الشيخ المرشد العالم الفاضل الجليل الشيخ السيد الحسيب النسيب الشيخ إسماعيل بن السيد محمد نودي , بن السيد علي , بن السيد رسول , بن السيد سيدي , بن السيد رسول , بن السيد قلندر , بن السيد سيدي , بن السيد عيسى , بن السيد حسين , بن السيد بايزيد , بن السيد عبد الكريم , بن السيد الكبير عيسى البزرنجي الحسيني , رضي الله عنهم أجمعين آمين.
ولد صاحب الترجمة في قرية ( نودى ) التابعة الى محافظة السليمانية في سنة ( 1081هـ/ 1670م).
تربى في عائلته الدينية المحترمة ثُمَّ دخل في قراءة القرآن الكريم فختم ثُمَّ اشتغل بالكتب المتداولة الأعتقادية والأدبية الصغار , ثُمَّ بقراءة الصرف والنحو متدرجاً إلى سائر العلوم حتى وصل مستوى المعتاد .
ثُمَّ تتلمذ على والده الماجد الشيخ محمد النودهي في الطريق القادرية وبلغ حد الخليفة فاستخلفة وبعد مدة سافر إلى سوريا .
        ولقيَّ المرشد الكبير الشيخ أحمد الأحسائي المقيم إذ ذلك في التكية الواقعة في محل رأس القرية على شط دجلة , المعروفة بالتكية الأحسائية في ذلك الوقت , وبالتكية الخالدية في عصرنا هذا ، ولما تشرف بلقاه تمسك بطريقته وسلك على يده , وفي مدة وجيزة استفاد منه الآثار الباهرة , والأنوار الظاهرة , واستخلفه أيضاً فرجع إلى كردستان , واستقر في قرية    ( قازان قايه ) مدة من الزمن , ثُمَّ انتقل إلى قرية وليان القريب منها .
واشتغل بالإرشاد والإفادة للمسلمين فاستفاد منه عالم كردستان , واستفاد عظيمة , وقد صادف إنَّ زاره الأمير أحمد بگ الزنگه نى ، المؤيد من جانب السلطان العثماني , فأعطاه قرية (وليان) , كما أعطى أخاه الشيخ حسن ( گله زرده ) قرية گله زهرده لإطعام السالكين والفقراء .
فبقى الشيخ إسماعيل في قرية( وليان)  كما بقى الشيخ حسن في قرية ( گله زهرده ) , واشتغل بالإرشاد والوعظ والإفادة مدة مديدة , ثُمَّ انتقل إلى القرية ( ريفية ) ـ لعلها روفيا ـ الواقعة قرب القرية (عقره) , وبقى مرشداً للمسلمين فيها إلى إنَّ وافاه الأجل سنة (1158هـ/1745م) .
خدمه الشيخ عبدالجليل الخضري ـ سبع سنوات , وظهرت بركته عليه, وبايعه ولقنه الذكر , وألبسه خرقة الخلافة , وأجازه بتربية المردين في طريق الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره , وأوقع الله تعالى القبول التام عن الخاص والعام , وكان إذا بايع المريد تسود يده الشريفة إلى مرفقه , أو إلى ابطه , أو أكثر , وبعد ساعة يزول ذلك السواد , وكان قدس الله سره قد طرقه الحال صغره , فلما كبر كان  يذهب إلى الجبال ويمكث الأيام الكثيرة ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام ، ثم بعد مجاهداته قدس سره هاجر الى دار السلام بغداد , وأخذ الطريق من الشيخ أحمد اللخياني .
وفي سنة (1158هـ/1754م ) خرج من وطنه قرَّة داغ إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين في الموصل , فلما وصل إلى قرية نينوى من أرض الموصل دخل إلى زيارة النبي يونس  u ،ومكث يعبد الله سبحانه  وتعالى في حضرته أربعين يوماً ولمَّا كمل الأربعينية مرض فأوصى بأن يدفن في تربة الشيخ جنيد من أولاد الشيخ عبدالقادر الكيلاني رضي الله عنهما ، ثم تُوفي الشيخ إسماعيل , فدُفن كما أوصى في تلك التربة مجاوراً للشيخ جُنيد بقرية اسمها رقيا ـ روفيا حالياً ـ تابعة إلى قضاء عقرة على مقدار مرحلتين عن الموصل ،والآن هناك قبره ظاهرٌ يُزار , يقصده الكبار والصغار , ثم أرسل الوزير المرحوم الحاج حسين باشا الجليلي صاحب الموصل حجارة الرخام لعمل قبره الشريف , وكان الشيخ من كبار الأولياء إرشاداً وتوجيهاً وخدمة عامة للمسلمين , وقد ربى أُناساً كثيرين من العلماء الفضلاء والصلحاء ومنهم أخوه الشيخ حسن وأبن أخيه الشيخ محيي الدين وغيرهما وكتب على القبر هذه الأبيات:
لَقَد ضَمَّ هَذَا اللّحد عَالِم عَصْرِه


فَتىً بين أهلِ الحقِ كان مقدَّما

إِمَامُ بِأَنْوَارِ الشَّريعَة قَد رَقَا


وَبَحرٍ بِأسرَارِ الحَقيقَة قَد طَمَا
 
سمي ذبيح الله الرخت مادحاً
 

لفقدك إسماعيل قد بكت السما



  1158هـ ([1])


([1])  الانتصار للاولياء الاخيار ، ص 451-453؛ علمائنا في خدمة العلم والدين ، ص 95-96.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق