حسين صالح خليل الحبيطي
(1979ـ 2010م)
ولد الأستاذ الشهيد حسين صالح خليل الحبيطي ـ رحمه الله ـ في قرية الرشيدية سنة 1979 ، من أسرة عربية محافظة من قبيلة طيء ( فخذ الحبيط ) ، أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة جاسم مطر و الإعدادية في إعدادية عبد الرحمن الغافقي . ثم درس في كلية التربية قسم علم النفس وبعد تخرجه عمل على رسالة الماجستير .وكانت رسالته بعنوان (المهارات) الاجتماعية في تنمية المهارات لذوي الاحتياجات الخاصة ، وحصل على تقدير جيد جداً عالي ، وكان يعمل محاضراً في ثانوية صلاح الدين الأيوبي الإسلامية في الرشيدية ، ثم درس في كلية الآداب قسم الترجمة الدراسة المسائية .
التحق بجماعة الإخوان المسلمين سنة 1995 ، وتشرب حب الدعوة إلى الله مبكراً ملئت عليه كيانه وجوارحه ، وكان الأستاذ الشهيد مليئاً بالنشاط والحيوية التي هي طبيعة هذا المنهج ، فهذا المنهج كله جد لا يحمله إلا أصحاب الهمم العالية .
وكان الأخ الشهيد من أولئك النفر الذين يتمتعون بهمة عالية وعزيمة لا تلين كان يتحرك كخلية النحل ، دائم التفكير في واقع الأمة الإسلامية عموماً والعراق على وجه الخصوص وما يمر به من محن وصعوبات . وكان ـ رحمه الله ـ يحرص على إنقاذ الشباب المسلم من الأفكار الهدامة التي ملئت البلد بعد الاحتلال الغاشم . حيث عمل المحتل مع أعوانه من داخل البلد مع الفئة الضالة التي أساءت إلى الإسلام والمسلمين وساهمت في زرع الفتنة بين أبناء الشعب الذي قتل من جرائها الآلاف من المسلمين رجالاً ونساءاً وأطفالاً . وهجر الملايين العراقيين إلى الخارج خصوصاً الكفاءات من أطباء ومهندسين وتجار ودعاة .
فأصبح عمل الدعاة أصعب من ذي قبل بسبب تعدد المناهج والأفكار والتيارات وكان الأخ الشهيد لا يتوانى عن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيته وفي الشارع وفي كل مكان أينما حل وارتحل ، وكان يتمتع بقدرة عجيبة على الإقناع بأسلوبه الوسطي المعتدل بابتسامته الرائعة المشرقة على وجهه .
فلم يكن يعرف الضغينة والحقد وكان متواضعاً مع إخوانه يزورهم ويسال عنهم ويقضي حوائجهم ، ومن الشهادات على حب من عرفه له إن أحد الأشخاص عندما سمع باستشهاده تأثر كثيراً وقال : (والله لم التق به سوى عشر دقائق ، وقد أشعرني كأني أعرفه منذ سنوات ) وقد تأثر الفقيد الشهيد كثيراً بمنهج الإخوان المسلمين وقرأ الكثير من كتب الجماعة وتعلق كثيراً بكتابات ورسائل الإمام الشهيد حسن البنا ـ رحمه الله ـ والأستاذ محمد أحمد الراشد ، وفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي والأستاذ الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله ـ حتى انه قبل استشهاده بفترة كان يدرس مجموعة من الشباب تفسير الظلال وكان قد أعدَّ فترة 6 سنوات من أجل إكمال المنهج ، ولكن اشتاقت روحه إلى الحور العين ولم يكمل مع الشباب النصف الأول من الجزء الأول منه ، وكان ـ رحمه الله ـ من رواد المساجد ففيها تعلم ومنها انطلق محافظاً على صلاة الجماعة ولاسيما صلاة الفجر والعشاء وفي يوم 30 الجمعة 30 /4/2010 .
ذهب إلى مسجد ذي الجلال والإكرام في الرشيدية لأداء صلاة العشاء وبعد الانتهاء من الصلاة التقى بالشيخ عمر محمد عمر والأستاذ أنور صالح وقد خرجوا لزيارة أحد المرضى وفي الطريق جاء مسلح مجهول فأطلق عليهم رصاصة من الخلف فأصيب الشهيد ـ رحمه الله ـ ففارق الحياة أثناء نقله إلى المستشفى .
فيا شامتاً بالموت | | لا تشمتن بهم |
حياتهم فخر | | وموتهم ذكر |
أقاموا بظهر الأرض | | فاخضر عودها |
وصاروا ببطن الأرض | | فاستوحش الظهر |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق