الجمعة، 25 مايو 2012

إسماعيل محمد صالح


إسماعيل محمد صالح
( 1951 ـ 2007)
ولد الأستاذ المربي الشهيد إسماعيل محمد صالح إسماعيل في مدينة الموصل محله النبي يونس عام 1951 في بيت عرف بالصلاح والتقوى حتى ظهرت عليه علامات الصلاح وحمل همّ المسلمين منذ الصغر , وكذلك ظهرت عليه معالم العطف والحنان والبر بوالديه وإخوانه وأخواته .
المسيرة الدعوية
بعد أن أكمل الشهيد الأستاذ أبو سنان المرحلة الابتدائية تفتحت لديه آفاق التربية وأيقن بأنه لابد من الانتماء إلى جماعة المسلمين حتى أصبح مؤيداً لجماعة الإخوان المسلمين في العراق .
      وبعد سنتين أصبح عضواً في جماعة الإخوان ومسؤولاً لأسرة فيها , وعندما أدركت ولاحظت القيادة قابليات ومهارات الشهيد قررت أن تجعله مسؤولاً للعمل الطلابي في متوسطة الكفاح ، وعضواً للجنة المشرفة على العمل الطلابي في المحافظة ، وبعدها انتقل دراسياً إلى إعدادية المستقبل وكان لوحة فنية تحث على العمل والمواصلة من أجل إعلاء راية الإسلام والمسلمين .
ويتواصل المربي أبو سنان في مسيرته العلمية والدعوية حتى أصبح طالباً في كلية الآداب قسم اللغة العربية يعمل بجد ومثابرة وهو مسؤول العمل التنظيمي داخل الكلية حتى أنهى دراسته وتخرج من الكلية عام 1974 استدعي بعد ذلك إلى خدمة العلم كضابط احتياط في الجيش العراقي إلا انه فصل يوم التخرج من الكلية العسكرية ، بسبب نشاطه الدعوي وكذلك قرابته من أحد السياسيين المحكومين بالإعدام فتقبل أمر الله  وقضاءه بكل رحابة صدر ، ثم رجع إلى عمله كمدرس للغة العربية إلى عام 1995 حيث أصبح مدرساً للتربية الإسلامية عام 1995 ، وبعد ذلك قبل للعمل كمشرف تربوي إلا أنه لم يمارس عمله بسبب استشهاده .
      وقد شغل المربي الشهيد عدة مناصب منها عضو مجلس الشورى المركزي للجماعة ورئيس مجلس الشورى المحلية في الموصل ومن  الجدير بالذكر أيضاً أن بيته كان مقراً للاجتماعات الأسرية والطلابية حتى وصفت داره بأنها دار الأرقم الجديد .

صفاته وأخلاقه :
      كان رحمه الله ذات طبع هادئ منذ صغره يحبه أصدقاءه لصدقه وطيـبة قلبه ومحافظته على الموعد فهو لا يعد أحداً قط إلا وأوفى بوعده مهما كانت الظروف .
      كان رحيماً يصل رحمه ويؤكد على ذلك دوماً , كان يحسن معاملة جيرانه ويؤثرهم على نفسه وعائلته ولا يفرق بين أحد من جيرانه سواء المسلمين منهم والنصارى فلا يدخل إلى بيته شيئ إلا جعل لجاره نصيباً منه كان ـ رحمه الله ـ محباً للأطفال ومداعباً لهم فلا يرى طفلاً إلا وسلّم عليه ولمس شعره وأعطاه بعض الحلوى أو أي شيء عنده .
      خصص قسماً من وقته لرعاية ومتابعة بعض العوائل المتعففة وعوائل الأيتام والأرامل فقد كان مهتماً بهم ويحرص على إيصال المال لهم في الوقت المناسب وكان رحمه الله كريماً  لايبقي له مالاً  يشتري الجرائد (دار السلام) والمجلات بحدود خمس عشرة نسخة أو أكثر ويوزعها على الأهل والأصدقاء .
      عندما توفي ـ رحمه الله ـ وفي أثناء العزاء وبعده سمعنا بعض النساء يقلن نحن اللاتي تيتمت أطفالنا وبعضهن يقلن كان يشتري  الدواء شهرياً  ويأتي به إلى البيت وكان يقرض الناس المال ففي مجلس العزاء جاء البعض منهم بأموال كانوا قد استدانوها منه .
استشهاده
بعد أن شهد له أهل الأرض بأنه كان يدعو إلى الله عز وجل على بصيرة , وشهدت له شوارع الموصل وأحياؤها بأنه الذي باع نفسه  لله , كان يمشي على قدميه ليلاً ونهاراً, صيفاً وشتاءً , فأحبه الله  وأحبه أهل الأرض والسماء , فاقبل مسرعاًَ يلبي نداء الله لأداء صلاة المغرب في المسجد , فجاءت تلك الأيادي الآثمة لتنال من شهيدنا , فكانت نار جهنم بانتظارهم , أما هو فكان لقاؤه مع الله ورسوله في جنات الخلد وذلك في يوم الخميس الموافق 16/4/2007 في صلاة المغرب فهنيئاً لك ياأستاذنا الجنة وهنيئاً لك ياأبانا صحبة رسول الله ولا نقول إلا كما قال الصحابي الجليل بلال رضي الله عنه حين قرب أجله : غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه ([1]).









([1]) ينظر : شهداء الدعوة والحركة الإسلامية في الموصل ، جاسم عبد شلال( مخطوط ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق