الجمعة، 25 مايو 2012

أزهر عبدالله عبدالرحمن الحياني


أزهر عبدالله عبدالرحمن الحياني
( 1952ـ )
أزهر عبدالله عبدالرحمن الحياني ، يرجع نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما .
ولد في قرية سيطة التابعة لناحية المحلبية قضاء تلعفر محافظة نينوى في سنة 1952، نشأ وترعرع بين أهله وأقربائه في القرية ، وفي أحضان أسرة فلاحية متوسطة الحال , غير أنها كانت معروفة بنزعتها الدينية والأخلاقية , وبحبها للخير والصلاح , مما كان له أكبر الأثر الكبير في نفسه وفي نشأته , فضلاً عن أمنية والده الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن ([1])وحرصه الشديد على أن يتعلم أولاده أمور دينهم وأن  يدرسوا العلوم الشرعية ، ويكونوا من العلماء العاملين ليواصلوا هذه المسيرة العلمية المباركة .
نبذة عن مسيرته العلمية :
نشأ في أسرته وبين أعمامه وأهله في قرية ( سيطة ) التي كانت تفتـقـر إلى مدرسة رسمية , ومن تقدير الله (عز وجل) أن تفتح مدرسة رسمية سنة 1958م , وهي السنة التي بلغ فيها السنة السادسة من عمره وهي السن المؤهلة للقبول في المدارس الرسمية , فدخل مدرسة القرية , كُـلف والده الشيخ عبدالله بالتدريس في مدرسة ( سيته ) الابتدائية لمادة الدين سنة 1958 بإرشاد ومساعدة من قبل مدير المدرسة آنذاك الأستاذ عبدالجبار عمر وقد غرس حب الإسلام في قلوب تلاميذه وكان يعلمهم الوضوء والصلاة بصورة عملية في مدرسة القرية التي لم يكن فيها محلات للوضوء ، ولا مصلى فكان يأخذ الطلاب إلى الخبرة ( مكان يجتمع فيه ماء الامطار) ليتوضأ الطلاب ثم يصلون إلى جنبها ، بقى فيها ثلاث سنوات ثم ترك القرية , وانتقل والده إلى الموصل بصحبة عائلته في سنة 1960،وسكن في منطقة الزنجيلي .
 دخل الشيخ أزهر مدرسة الشفاء الابتدائية ، فأمضى فيها سنة واحدة نجح فيها إلى الصف الخامس الابتدائي ثم شاء الله (عز وجل) أن تفتح مدرسة دينية ابتدائية في بناية المدرسة الفيصلية الكائنة في منطقة الساعة في الموصل قام بفتحها الأستاذ ( سالم عبدالرزاق ) واختار نخبة من علماء الموصل الأجلاء للتدريس فيها وعلى رأسهم الشيخ صالح الجوادي رحمه الله شيخ القراءات السبعة في الموصل وكان رجلاً كبيراً آنذاك ، والشيخ إسماعيل الكتبي ، والشيخ محمود مفتي العمادية ، والشيخ عبدالمجيد الخطيب ، والشيخ نعمان حسين ، والملا يحيى ، فأشار والده عليه أن يترك الدراسة الأكاديمية ويلتحق بالمدرسة الابتدائية الدينية في الصف الأول حرصاً منه على طلبه للعلوم الشرعية وتحقيقاً لأمنيته بأن يكون أبناؤه من أهل العلم ويواصلوا هذه  المسيرة العلمية التي ابتدأها بنفسه ـ رحمه الله تعالى ـ فدخل المدرسة الدينية سنة 1962م , مع شقيقه ( طه وسعيد ) اللذان لم يكتب لهما النجاح والاستمرار في الدراسة ، وفي هذه المرحلة التقى بكبار علماء الموصل ودرس العلوم الشرعية والعربية على أيديهم .
 وبعد أنهى الدراسة الابتدائية ونجح في الامتحان الوزاري سنة 1969 دخل المعهد الإسلامي في الموصل , الذي سمي فيما بعد بالثانوية الدينية , ثم الإعدادية الإسلامية فأصبح مديره الشيخ عمر النعمة ، وشاء القدر الإلهي أن يصدر قرار من الأوقاف ينص على أن يتولى العلماء تدريس العلوم الشرعية والعربية في المعهد الإسلامي  منهم : الملا عثمان الجبوري والشيخ محمد خضر الرحالي والشيخ نعمان حسين والشيخ عبدالرزاق الصفار الحديدي .
وبعد أن أنهى دراسته في هذه المرحلة ونجح في الامتحان الوزاري سنة في 1972 دخل كلية الإمام الأعظم في 3/1/1973م , التي أصبح اسمها اليوم ( كلية الشريعة ) , وكانت كلية الإمام الأعظم هي الكلية الوحيدة التي تقبل طلاب المدارس الدينية , وكان القبول فيها صعباً جداً , فلا يقبل إلا النادر الأندر من الطلاب ، فكان عدد الطلاب الذين قدموا إليها  من الموصل أكثر من عشرين طالباً , لم يقبل منهم إلا طالبين هو وطالب آخر هو الأستاذ ( عبد الرزاق احمد الحربي ) فدخل قسم الشريعة , وهو مسرور جداً بالقبول بها أولاً وبالهيئة التدريسية ثانياً حيث كانت تضم مشايخ كبار , قسم منهم من الأزهر الشريف في مصر والقسم الآخر من علماء العراق الأجلاء . ثم تخرج من الكلية سنة 1977م بعد أن أمضى فيها أربع سنوات وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة بتقدير ( جيد جداً )بمعدل ( 6ر88)  وكان ترتيبه الثالث على قسم الشريعة .
قدم أوراقه لغرض التعيين كإمام وخطيب إلى وزارة الأوقاف وتم تـنسيبه إلى محافظة البصرة لعدم وجود شاغر في محافظة نينوى ، ولكنه رفض التعيين فيها ، وذلك بسبب البعد عن محل إقامته .
قدم أوراقه إلى الكلية العسكرية في بداية شهر آب سنة 1977، ولكنه لم يقبل فيها بسبب التوجه الإسلامي الذي ينـتهجه، التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية ، ونقل إلى كتيبة تدريب الدروع في محافظة ديالى وبعد أيام قلائل أعاد تقديمه إلى الأوقاف من جديد لغرض التعيين كإمام وخطيب ودخل المجلس العلمي وبعد أداء الامتحان التحريري والشفوي ونجاحه فيه انتدب إلى وزارة الأوقاف بعد أربعة أشهر من التحاقه في الجيش وذلك في بداية شهر كانون الثاني سنة 1978 ، ولاقى نفس المشكلة السابقة هي التعيين في محافظة البصرة ولكنه اعترض لوجود شاغر في مدينة الموصل وتمت الموافقة ولكن على أن يعين في جامع دندل في ناحية تل عبطة ولكنه رفض الأمر وبعد محاولات تم تعيـينه إماماً وخطيبا لجامع الكاتب في مدينة الموصل في 5/1/1978 , تمَّ انتدابه إلى الجامع المذكور فكان إماماً وخطيباً في الجامع ومدرساً في الإعدادية الإسلامية ، ثم بعد ذلك انتقل إلى الإعدادية الشرقية , بعد أن ترك التدريس عدة سنوات ، في زمن ترك ملاك مديرية التربية التعليم وذلك لقلة الراتب الذي كان يتقاضاه المعلم أو المدرس في فترة الحصار على العراق ، ولكن الشيخ اثر التعليم لأنه يحمل رسالة وهو يحاول جاهدا أن يوصلها إلى الناس ، علماً إن له دروساً خاصة في جميع العلوم الإسلامية منذ أن عين وإلى هذا الوقت فهو مستمر في دروسه مع طلابه .
شيوخه :
درس العلوم الشرعية على يد علماء الموصل وكان من أبرزهم :
العلامة الشيخ بشير الصقال ، والشيخ عمر النعمة ، والشيخ أحمد السبعاوي ، والشيخ محمد عمر الحديدي ، والشيخ مصطفى البنجويني ، والشيخ ملا عثمان الجبوري ، والشيخ إبراهيم النعمة الذي حصل منه على الإجازة العلمية في سنة 2004.
الخطابة :
زاول الإمامة والخطابة في عدة جوامع منها :
الخطابة : مارس الخطابة والإمامة في عدة مساجد :
1-  جامع الكاتب في 5/1/1978 ولغاية 13/10/1992.
2-  جامع القادسية في 14/10/1992 ولغاية 24/11/1992.
3-  جامع النبي شيت في 25/11/1992 ولغاية 2/12/1992.
4-  جامع يعقوب أغا في 3/12/1992ولغاية 5/3/1995.
5-  نقل إماماً في جامع علي بن أبي طالب وخطيباً في جامع يعقوب اغا آنف الذكر في 6/3/1995 ولغاية 20/7/1995.
أحيل على التقاعد حسب الأمر 5109 في 20 /7/1995 وذلك لأسباب سياسية تتعلق بعمله ونشاطه الإسلامي .
مارس الخطابة من جديد في عدة مساجد منها جامع العراقي وجامع آل البيت وبعد أحداث سنة 2005 واستهداف العلماء بالقتل توقف عن الخطابة وأخذ يمارس دوره الدعوي في التدريس من خلال كلية الإمام الأعظم حيث نسب محاضراً إليها في سنة 2008.
نشاطاته :
1-  عمل محاضراً في إعدادية التجارة في عام 1984 لمدة شهرين .
2-  عمل محاضراً في إعدادية الدراسات الإسلامية لمدة ست سنوات، من سنة 1985 ولغاية سنة 1991.
3-  عمل محاضراً في الإعدادية الشرقية لمدة عشر سنوات ، من سنة 1994 ولغاية 2004.
4-  عضو رابطة علماء العراق فرع نينوى  .
5-   عضو مجلس الفتوى في نينوى .
6-  عضو المجلس العلمي في أوقاف نينوى وبعد عام 2003 ، ولازال يمارس عمله فيه ثم أصبح رئيساً له .
7-  عضو الاتحاد العالمي لعلماء العالم الإسلامي .
8-  دخل الدراسات العليا في سنة 2005 ، وحصل على شهادة الماجستير من كلية الإمام الأعظم سنة 2008 برسالته الموسومة ( إنفرادات الإمام أبي حنيفة عن الأئمة الثلاثة مالك والشافعي واحمد في باب الحدود ) دراسة فقهية مقارنة . بإشراف الشيخ الدكتور داود صالح عبدالله السبعاوي الذي كان أحد طلابه في إعدادية الدراسات الإسلامية.
9-   قدم أوراقه إلى جامعة البلقاء في الأردن لغرض الحصول على الدكتوراه ولكنه لم يستطع الاستمرار فيها بسبب الأوضاع التي يمر بها البلد ولاسيما مدينة الموصل .
10-   نسب محاضراً في كلية الإمام الأعظم سنة 2008، ولازال يمارس التدريس فيها .
بعض المواقف المؤثرة في حياته العلمية :
من المواقف المؤثرة في حياته ( فقدان والده ) الحاج عبدالله ـ رحمه الله ـ الذي وفاه الأجل سنة 1969م وهو طالب في الصف الثاني متوسط في بداية شبابه , وكان بأمس الحاجة إلى توجيهاته ونصائحه وإرشاداته . فقد كان ـ رحمه الله ـ هو الأب والمربي والمعلم , وكان يرجع إليه في كل شيء , فهو النور الذي كان يستضيء به , وهو يشق طريقه في الحياة , للوصول إلى مستقبل أفضل في وسط بحر متلاطم الأمواج مليء بالمغريات والمعاصي والمنكرات , فعندما يفقد مثل هذا الرجل في هذا الوقت يكون قد فقد شيئاً ثميناً , ففقدانه بالنسبة له يعتبر خسارة عظيمة في مسيرته العلمية .
تعرض للاعتقال مرتين الأولى كانت في سنة 1980 لمدة خمسة وأربعين يوماً وفي 10/10/1980 في بداية الحرب العراقية الإيرانية تم إلقاء القبض عليه وأودع السجن وذلك لتوجهاته الإسلامية المعادية للنظام بحسب ادعاء الأجهزة الأمنية وتعرض إلى أشد أنواع التعذيب في سجون مديرية الأمن وبعد خمسة وأربعين يوماً تم الإفراج عنه وادخل المستشفى ليتقلى العلاج فيه وذلك لإصابته في ذراعه الأيمن مع كفه إذ كان لايستطيع رفع يده أو ضم أصابعه فضلاً عن حمل أي شيء فيهما ، بعدها تمَّ إيقافه عن الخطابة لمدة ستة أشهر من قبل محافظ نينوى صبحي علي الخلف وبعد جهود حثيثة ومضنية من قبل الشيخ عبدالوهاب عزيز الشماع عضو المجلس الوطني آنذاك تمَّ إعادته إلى وظيفته من جديد ليعود ويمارس دوره في الخطابة وفي الدعوة إلى الله .
والثانية كانت في سنة 1994 اعتقل مرة أخرى ليودع السجن من جديد ولكنه أفرج عنه بعد مضي أسبوع واحد على اعتقاله .
 وفي سنة 1995 تم فصله من عمله بسبب نشاطه الإسلامي ثم أعيد إلى الوظيفة من جديد في 18/3/2004 .



([1]هو عبدالله عبدالرحمن الحياني : ولد في منطقة المحلبية سنة( 1900م ), ولما بلغ العشرين من عمره تزوج , سمع أن مدرسة تم فتحها في منطقة الكسك فقال لأخيه الأكبر أنا ذاهب لغرض طلب العلم الشرعي وفي هذه المدرسة تعلم القراءة والكتاب وقراءة القرآن الكريم , ولم يكتف بهذا القدر فقدم إلى مدينة الموصل ليلتقي بعلمائها ويدرس على يد عدد منهم فأخذ علم التجويد على يد عبدالعزيز البصير , ولما استكمل دراسة الفقه، والمواريث الذي كان بارعاً فيه، وكان يدرس الباجوري دون أن ينظر في الكتاب وذلك لأنه يحفظه عن ظهر قلب , فهو حافظ متقن ذكي خارق الذكاء لا يعرف النسيان , يحفظ من القصص الكثير , فقرر العودة إلى قريته برغم محاولة ثـنيه عن عزمه هذا من قبل أصدقائه في الطلب الشيخ عبدالله النعمة  والشيخ بشير الصقال والشيخ عمر النعمة والشيخ عثمان الجبوري , ولكنه أصر على العودة إلى قريته ( خويتله ) فبدأ يعلم الرجال والنساء القراءة والكتابة وبذلك نشر العلم الشرعي بين أفراد قريته, ثم أسس مدرسة في قرية ( اغزيل ) وقرية ( الابزج) كان يحرر فتوى الطلاق بكتابتها وكان الشيخ عمر النعمة والشيخ بشير الصقال إذا جاء أحد من منطقته يستفتيهم يقولان له : عندكم الشيخ عبدالله عبدالرحمن ، توفي رحمه الله في مدينة الموصل سنة 1969 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق