الجمعة، 8 يونيو 2012

حكايات من القرية : الاستاذ أحمد الرجل الطموح


الأستاذ أحمد الرجل الطموح
توفي الحاج عبد الله وترك زوجته وأربع بنات وثلاثة أولاد أحب الابن الأكبر ( أحمد ) ابنة عمه وأراد الزواج بها وهو طالب في الإعدادية وبعد زواجه منها بفترة وجيزة ، قامت والدته وإخوته وأخواته بطرده من البيت وذلك بسبب شجار مع زوجته وكونه طالباً أيضاً .
 لجأ أحمد مع زوجته إلى قريتها ليكمل دراستة الإعدادية فيها وذلك بتشجيع من زوجته التي كانت تقول له دائماً: لن أدع أحد يقول لك في أحد الأيام تزوجتها فتخليت عن المدرسة .
 أخذ يعمل في صيد السمك ولكن ليس لديه سوى قارب صغير ليس له محرك ، لذلك كان لا يستطيع أن يذهب بعيداً في بحيرة سد الموصل ، وبعد أن يقوم بإلقاء شباكه يعود إلى الشاطئ ليقوم بالذهاب إلى مدينة الموصل لإكمال دراسته في كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية تحملت زوجته معه مصاعب الحياة ، وتحملت معه الحرمان ، وضيق العيش، وسخرية الأخريات من نساء القرية بها وبزوجها وكثيراً ماتردد نسوة القرية عند سؤالهنّ عن أحمد : أين ذهب المترجم ، ولكنها تنظر إلى المستقبل وكلها أمل بزوجها أن  ينجح ويحصل على الشهادة التي كانت لا تعادل شيئاً في منظور أهل القرية في زمن الحصار اللعين .
 تعمل في البيت وتصلح دارها التي كانت من الطين , وأنجبت له ثلاث بنات ثم أنجبت له ولداً فاسماه عبدالله , فأكمل دراسته بعد عناء وتعب وصبر ومثابرة وهو يشق طريقه بالحياة بصعوبة في تلك السنوات الصعبة , لم يتلقَ الدعم من الأهل والأقرباء والسبب وأضح كونه طالباً في الجامعة وكان  كثيراً مايتردد القول بين أبناء القرية : لماذا لا يترك دراسته في الجامعة ويتفرغ لطلب الرزق في الصيد أو في التهريب ، حسداً من عند أنفسهم , لم تثنه سخرية الناس أو استهزاؤهم به عن مواصلة طريقه إلى نهايته تخرج ، وبعد تخرجه عُيَّنَ مدرساً في ثانوية قريبة من قريته في مركز الناحية , ينشر العلم بين طلابها وينير العقول المظلمة , وبدل أن  يصغر اسمه كما كان  يُراد له ، أصبح الآن  يكنى بابي عبدالله أو الأستاذ ( أحمد ) فهذا نموذج لإنسان ذي همة وطموح عالٍ لم تمنعه صعوبة الحياة وقسوتها عن تحقيق هدفه فيها , بمساندة زوجته الصابرة المجاهدة التي هيأة له كل السبل وذللت له كل الصعاب في سبيل مواصلة طريقه، وتحقيق هدفه المنشود، وتحملت معه سنوات الحرمان حتى وصلت معه إلى بر الأمان.
بدأت في الآونة الأخيرة وسوسة في قلب أحمد أن زوجته ليست بمستواه الثقافي أو العلمي ويجب أن يبحث عن زوجة أخرى لتلبي له هذا الأمر فبدأ يتطاول عليها كثيراً واصفاً إياها بالجهل والتخلف .
فياترى هل سيكافئ هذه الزوجة على صبرها أم في مرحلة من مراحل حياته  سيتخلى عنها ويتركها تعاني قسوة الحياة من جديد كما فعل الكثيرون من قبل ؟.


***







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق